هل المنى طاهر ام نجس

مقدمة:

المنى هو السائل الذي يخرج من الذكر عند الاستثارة الجنسية أو الاحتلام. وهو مادة بيضاء أو شفافة، وتتكون بشكل رئيسي من الحيوانات المنوية والسوائل الأخرى التي تنتجها الغدد التناسلية الذكرية. وقد كان موضوع نقاش بين العلماء والفقهاء حول ما إذا كان المنى طاهراً أم نجساً.

الأدلة على طهارة المنى:

1. الأدلة القرآنية:

– لم يرد في القرآن الكريم أي نص صريح يدل على نجاسة المنى.

– وردت في القرآن الكريم بعض الآيات التي تدل على طهارة المنى، مثل قوله تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الطَّيِّبَاتِ وَحَرَّمَ الْخَبَائِثَ}[الأعراف: 157].

2. الأدلة النبوية:

– لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أي حديث صحيح يدل على نجاسة المنى.

– وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأحاديث التي تدل على طهارة المنى، مثل حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة اغتسل من منيه، وإن لم يكن احتلم” [صحيح البخاري].

3. الأدلة العقلية:

– المنى مادة طبيعية يفرزها الجسم، ولا يوجد أي دليل علمي على أنه نجس.

– المنى لا يحتوي على أي مواد ضارة أو مسببة للأمراض، وبالتالي لا يوجد أي سبب لاعتباره نجسًا.

الأدلة على نجاسة المنى:

1. الأدلة القرآنية:

– ورد في القرآن الكريم بعض الآيات التي يمكن أن تفسر على أنها تدل على نجاسة المنى، مثل قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا}[المائدة: 6].

2. الأدلة النبوية:

– ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأحاديث التي يمكن أن تفسر على أنها تدل على نجاسة المنى، مثل حديث عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة توضأ كما يتوضأ للصلاة، ثم غسل فرجه بيده اليسرى، ثم توضأ توضأه للصلاة، ثم غسل سائر جسده” [صحيح البخاري].

3. الأدلة العقلية:

– المنى مادة كريهة الرائحة والمذاق، وهذا قد يكون دليلاً على نجاستها.

– المنى تحتوي على حيوانات منوية، وهي خلايا حية، وهذا قد يكون دليلاً على نجاستها.

الخلاصة:

لا يوجد دليل واضح في القرآن الكريم أو السنة النبوية على طهارة المنى أو نجاسته. لذلك، فإن الحكم في هذه المسألة هو الاجتهاد. ويرى بعض العلماء أن المنى طاهر، بينما يرى آخرون أنه نجس. والراجح هو القول بأن المنى طاهر، لأن الأصل في الأشياء الطهارة، ولا يجوز الحكم بنجاستها إلا بدليل واضح.