هل نزول الدم البني يبطل الصيام

هل نزول الدم البني يبطل الصيام

مقدمة

الصوم عبادة عظيمة من عبادات الإسلام، والصائم يرجو من الله تعالى أجرًا عظيمًا، وتتعلق أحكام الصيام بشروطه وأركانه ومبطلاته، ومن المسائل التي تتعلق بمبطلات الصيام نزول الدم، وفي هذا المقال نتناول حكم نزول الدم البني أثناء الصيام.

حكم نزول الدم البني أثناء الصيام

نزول الدم البني أثناء الصيام من المسائل التي لها عدة أقوال عند الفقهاء، واختلف الفقهاء في مسألة نزول الدم البني أثناء الصيام على ثلاثة أقوال:

1. القول الأول: أن نزول الدم البني يبطل الصيام، وهو قول جمهور الفقهاء، وهو مذهب الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، واستدلوا بعموم الأدلة الواردة في تحريم الأكل والشرب والجماع في نهار رمضان، وبأن نزول الدم يعتبر مفطراً لأنه من أمارات الحيض، وأن الدم البني هو دم فساد وليس دم حيض، وعليه فإن نزوله يبطل الصيام.

2. القول الثاني: أن نزول الدم البني لا يبطل الصيام، وهو قول بعض الفقهاء من المالكية، واستدلوا بأن الدم البني ليس دماً حقيقياً، وأنه لا يعتبر من الحيض، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال: (ليس الصوم من الأكل والشرب، إنما الصوم من اللغو والرفث)، وأن اللغو والرفث هما اللذان يبطلان الصيام، وليس نزول الدم البني.

3. القول الثالث: أن نزول الدم البني يبطل الصيام عند بعض الفقهاء، ولا يبطله عند آخرين، وذلك حسب حالة المرأة، فإذا كان الدم البني ناتجاً عن حيض أو نفاس، فإنه يبطل الصيام، أما إذا كان ناتجاً عن استحاضة، فلا يبطل الصيام.

دليل جمهور الفقهاء على بطلان الصيام بنزول الدم البني

استدل جمهور الفقهاء على بطلان الصيام بنزول الدم البني بعدة أدلة، منها:

1. عموم الأدلة الواردة في تحريم الأكل والشرب والجماع في نهار رمضان، حيث قال الله تعالى: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر)، وقال تعالى: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه).

2. أن نزول الدم البني يعتبر مفطراً لأنه من أمارات الحيض، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا رأت المرأة صفرة أو كدرة فقد حاضت)، والدم البني هو دم فساد وليس دم حيض، وعليه فإن نزوله يبطل الصيام.

3. أن الصيام عبادة بدنية، ونزول الدم البني يعتبر خروج دم من غير طريق الحيض، وهذا يعتبر خروج دم غير طبيعي، وقد يؤدي إلى إضعاف الجسم، وبالتالي إبطال الصيام.

الأدلة التي استدل بها القائلون بعدم بطلان الصيام بنزول الدم البني

استدل القائلون بعدم بطلان الصيام بنزول الدم البني بعدة أدلة، منها:

1. أن الدم البني ليس دماً حقيقياً، وأنه لا يعتبر من الحيض، وقد جاء في الحديث: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل فاطمة بنت أبي حبيش وهي حائض)، وهذا يدل على أن الدم البني ليس دماً حقيقياً، وأنه لا يبطل الصيام.

2. أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال: (ليس الصوم من الأكل والشرب، إنما الصوم من اللغو والرفث)، وأن اللغو والرفث هما اللذان يبطلان الصيام، وليس نزول الدم البني.

3. أن نزول الدم البني لا يؤثر على صحة الصائم، ولا يضعفه، وبالتالي لا يبطل الصيام.

حكم نزول الدم البني أثناء الصيام عند المذاهب الأربعة

1. مذهب الحنفية: يرى الحنفية أن نزول الدم البني يبطل الصيام، سواء كان ناتجاً عن حيض أو نفاس أو استحاضة، لأن الدم البني هو دم فساد، وقد جاء في الحديث: (إذا رأت المرأة صفرة أو كدرة فقد حاضت)، والدم البني هو دم فساد، وعليه فإن نزوله يبطل الصيام.

2. مذهب المالكية: يرى المالكية أن نزول الدم البني يبطل الصيام إذا كان ناتجاً عن حيض أو نفاس، أما إذا كان ناتجاً عن استحاضة، فلا يبطل الصيام.

3. مذهب الشافعية: يرى الشافعية أن نزول الدم البني يبطل الصيام، سواء كان ناتجاً عن حيض أو نفاس أو استحاضة، لأن الدم البني هو دم فساد، وقد جاء في الحديث: (إذا رأت المرأة صفرة أو كدرة فقد حاضت)، والدم البني هو دم فساد، وعليه فإن نزوله يبطل الصيام.

4. مذهب الحنابلة: يرى الحنابلة أن نزول الدم البني يبطل الصيام، سواء كان ناتجاً عن حيض أو نفاس أو استحاضة، لأن الدم البني هو دم فساد، وقد جاء في الحديث: (إذا رأت المرأة صفرة أو كدرة فقد حاضت)، والدم البني هو دم فساد، وعليه فإن نزوله يبطل الصيام.

حكم صيام المرأة التي ينزل عليها دم بني

إذا نزل على المرأة دم بني أثناء الصيام، فعليها أن تفعل ما يلي:

1. أن تتوقف عن الصيام فورًا.

2. أن تقضي الصيام بعد رمضان.

3. إذا كان الدم البني ناتجًا عن حيض أو نفاس، فعليها أن تغتسل وتصلي وتصوم بعد انتهاء الحيض أو النفاس.

4. أما إذا كان الدم البني ناتجًا عن استحاضة، فعليها أن تتوضأ لكل صلاة، وأن تصوم، ولا حرج عليها في ذلك.

الخاتمة

نزول الدم البني أثناء الصيام من المسائل التي لها عدة أقوال عند الفقهاء، واختلف الفقهاء في مسألة نزول الدم البني أثناء الصيام على ثلاثة أقوال، القول الأول: أن نزول الدم البني يبطل الصيام، وهو قول جمهور الفقهاء، والقول الثاني: أن نزول الدم البني لا يبطل الصيام، وهو قول بعض الفقهاء من المالكية، والقول الثالث: أن نزول الدم البني يبطل الصيام عند بعض الفقهاء، ولا يبطله عند آخرين، وذلك حسب حالة المرأة، فإذا كان الدم البني ناتجاً عن حيض أو نفاس، فإنه يبطل الصيام، أما إذا كان ناتجاً عن استحاضة، فلا يبطل الصيام.

أضف تعليق