هل زكاة الفطر فرض

هل زكاة الفطر فرض

الزكاة فرض أم سنة؟

مقدمة:

لما كانت زكاة الفطر من أركان الإسلام، لذا أصبح السؤال عن فرضيتها أو سنتها من أهم الأسئلة التي يجب الإجابة عنها، إذ أن فرضيتها توجب على كل مسلم بالغ راشد عاقل حر لديه مال زائد عن حاجته تحمله زكاته، وهذا ما يطرح عدة أسئلة أخرى مهمة، منها ما حكم إخراج زكاة الفطر؟ وما هي أهم شروط إخراج زكاة الفطر؟ وما مقدارها؟ هذه الأسئلة وغيرها ستكون محور حديثنا في هذا المقال.

1. فرض زكاة الفطر:

عرف جمهور العلماء زكاة الفطر بأنها صدقة تجب على كل مسلم ومسلمة حر بلغ وعقل وملك قوت يومه وفضل عن حاجته الأصلية وحاجة من تلزمه نفقته ليلة العيد ويومها.

وقد أجمع الفقهاء على وجوب إخراج زكاة الفطر، مستندين بذلك على الأدلة القاطعة في السنة النبوية الشريفة، ومنها حديث ابن عمر رضي الله عنهما، قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين.

ولفرضية زكاة الفطر أهمية كبيرة في الإسلام، فهي من سنن النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه، وتُعد طهرة للصائم من اللغو والرفث الذي قد يقع منه خلال شهر رمضان المبارك، كما أنها تُعتبر صدقة للمحتاجين والفقراء، وتساهم في إدخال السرور والفرحة عليهم في يوم العيد.

2. حكم إخراج زكاة الفطر:

اتفق الفقهاء على وجوب إخراج زكاة الفطر على الصغير والكبير، الحر والعبد، الذكر والأنثى من المسلمين، وذلك لمجموعة من الأدلة الشرعية، منها حديث ابن عمر رضي الله عنهما، قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين.

ويُعتبر إخراج زكاة الفطر ركنًا من أركان الإسلام، وواجباً مؤكدًا على كل مسلم قادر، حيث ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: “زكاة الفطر واجبة على كل مسلم”.

وقد حدد الفقهاء الكافرين والمجانين والمعسرين بأنهم معافون من وجوب إخراج زكاة الفطر، وذلك لعدم توفر أحد شروط وجوب الزكاة في هذه الفئات.

3. شروط إخراج زكاة الفطر:

اشترط جمهور الفقهاء مجموعة من الشروط التي يجب توافرها فيمن تجب عليه زكاة الفطر، وهذه الشروط هي:

الإسلام: فلا تجب الزكاة على الكافرين، سواء أكانوا مشركين أم كتابيين.

العقل: فلا تجب الزكاة على المجانين والمعتوهين.

الحرية: فلا تجب الزكاة على العبيد.

النصاب: وهو مقدار معين من المال أو الطعام الذي يجب أن يملكه المسلم حتى تجب عليه الزكاة، وقد حدد الفقهاء نصاب زكاة الفطر بصاع من الطعام، وهو ما يعادل 2.5 كيلوجرام تقريبًا.

البلوغ: فلا تجب الزكاة على الصغير الذي لم يبلغ سن البلوغ.

4. مقدار زكاة الفطر:

حدد الفقهاء مقدار زكاة الفطر بصاع من الطعام، وقد اختلفوا في نوع الطعام الذي يجب إخراجه، فمنهم من قال إنه يجب إخراجه من سبع أو ثمانية أصناف هي: الحنطة، والشعير، والتمر، والزبيب، والأرز، والقمح، والذرة، والبقول.

وذهب بعض الفقهاء إلى أن زكاة الفطر لا تُقَدَّر إلا بالصاع من الشعير، أو القمح، أو التمر وحده، مستندين بذلك على حديث ابن عمر رضي الله عنهما، قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير.

وقد حدد الفقهاء مقدار الصاع بـ 2.5 كيلوجرام تقريبًا، أي أن ما يعادل 3 لترات من الطعام يجب إخراجه كزكاة فطر.

5. كيفية إخراج زكاة الفطر:

يمكن إخراج زكاة الفطر عن طريق إعطائها مباشرة للمحتاجين والفقراء، أو إعطائها إلى الجمعيات الخيرية والمؤسسات التي تتولى توزيع الزكاة على مستحقيها.

ويجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا، مع مراعاة أن تكون قيمتها تعادل قيمة الصاع من الطعام، حسب السعر السائد في السوق المحلي.

ويستحب إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد، ويجوز تأخيرها إلى ما بعد صلاة العيد بشرط ألا يتأخر إخراجها إلى ما بعد غروب شمس يوم العيد.

6. الحكمة من مشروعية زكاة الفطر:

شرع الله تعالى زكاة الفطر لحِكَم عظيمة ومقاصد سامية، منها:

– تطهير النفس من اللغو والرفث، وتسوية أغنياء المسلمين وفقرائهم في يوم العيد.

– إدخال السرور والفرحة على قلوب الفقراء والمحتاجين في يوم العيد.

– تعزيز أواصر التكافل الاجتماعي بين المسلمين، وغرس قيم العطاء والتراحم في نفوسهم.

– سد حاجة الفقراء والمحتاجين، وإعانتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية في يوم العيد.

7. حكم إخراج زكاة الفطر قبل يوم العيد:

يجوز إخراج زكاة الفطر قبل يوم العيد بيوم أو يومين، بشرط ألا يتأخر إخراجها إلى ما بعد غروب شمس يوم العيد، وذلك استنادًا إلى حديث ابن عمر رضي الله عنهما، قال: كان الناس يخرجون زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين.

ويُعتبر إخراج زكاة الفطر قبل يوم العيد أمرًا مستحبًا، إذ يساعد ذلك على تيسير عملية التوزيع على مستحقيها في الوقت المناسب، كما أنه يضمن عدم نسيان إخراجها في يوم العيد.

الخاتمة:

وفي الختام، فإن زكاة الفطر فرض على كل مسلم بالغ عاقل حر قادر، ولا يجوز التهاون أو الاستهتار في إخراجها، فهي ركن من أركان الإسلام وسنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي واجبة على كل مسلم ومسلمة قادرين على إخراجها، ولها أهمية كبيرة في الإسلام حيث أنها تطهر الصائم من اللغو والرفث، وتُعتبر صدقة للمحتاجين والفقراء، وتساهم في إدخال السرور والفرحة عليهم في يوم العيد.

أضف تعليق