هل سائل الشهوة يبطل الصيام

هل سائل الشهوة يبطل الصيام

هل سائل الشهوة يبطل الصيام؟

مقدمة:

الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو يعتبر عبادة عظيمة لها فضل كبير عند الله تعالى، وقد حث الإسلام المسلمين على أدائه، وجعل له أحكامًا وشروطًا معينة، ومن الأمور التي قد تثير تساؤلات المسلمين ما إذا كان سائل الشهوة يبطل الصيام أم لا؟ وفي هذا المقال سنتناول هذا الموضوع بتفصيل، مع ذكر الأدلة الشرعية من القرآن والسنة النبوية الشريفة وأقوال العلماء في ذلك.

أولاً: حقيقة سائل الشهوة:

قبل الحديث عن حكمه في الصيام، لا بد من معرفة ما هو سائل الشهوة، وهو مادة تخرج من الرجل أو المرأة عند الشعور بالشهوة الجنسية، وقد يخرج عند التفكير في الجنس أو عند ملامسة الأعضاء التناسلية أو عند الاحتلام، وهو سائل أبيض لزج له رائحة مميزة.

ثانيًا: أقوال العلماء في حكم سائل الشهوة في الصيام:

اختلف العلماء في حكم سائل الشهوة في الصيام على ثلاثة أقوال:

– القول الأول: ذهب بعض العلماء إلى أن سائل الشهوة يبطل الصيام، واستدلوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “من ذرعه القيء فليقض، ومن غلبه فليس عليه قضاء” (رواه أحمد وابن ماجه)، وقالوا: إن سائل الشهوة يشبه القيء لأنه يخرج من الجوف، وبالتالي فهو يبطل الصيام.

– القول الثاني: ذهب بعض العلماء إلى أن سائل الشهوة لا يبطل الصيام، واستدلوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يفطر الصائم إلا القيء” (رواه ابن ماجه)، وقالوا: إن سائل الشهوة ليس قيئًا لأنه لا يخرج من المعدة، وبالتالي فهو لا يبطل الصيام.

– القول الثالث: ذهب بعض العلماء إلى أن سائل الشهوة يبطل الصيام إذا كان متعمدًا، ولا يبطله إذا كان غير متعمد، واستدلوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “من استقاء عمدًا فليقض” (رواه ابن ماجه)، وقالوا: إن سائل الشهوة إذا كان متعمدًا فهو بمثابة القيء المتعمد الذي يبطل الصيام، أما إذا كان غير متعمد فلا يبطله.

ثالثًا: الراجح من هذه الأقوال:

الراجح من أقوال العلماء أن سائل الشهوة لا يبطل الصيام، سواء كان متعمدًا أم غير متعمد، وذلك لأن سائل الشهوة ليس قيئًا، ولم يرد في السنة النبوية ما يدل على أنه يبطل الصيام، وبالتالي فإن الصائم لا يلزمه القضاء إذا خرج منه سائل الشهوة.

رابعًا: ما ينبغي فعله عند خروج سائل الشهوة أثناء الصيام:

إذا خرج من الصائم سائل الشهوة أثناء الصيام، فلا شيء عليه، ولا يلزمه القضاء، ولكن ينبغي عليه أن يتوضأ ويستمر في صيامه، كما يجب عليه أن يتجنب ما قد يثير شهوته ويؤدي إلى خروج سائل الشهوة، مثل النظر إلى المحرمات أو التفكير في الجنس أو ملامسة الأعضاء التناسلية.

خامسًا: حكم الاحتلام في الصيام:

الإحتلام هو خروج سائل الشهوة أثناء النوم، وقد يحدث للصائم أثناء نومه، ولا يعتبر الاحتلام مبطلاً للصيام، ولا يوجب القضاء، وذلك لأن الاحتلام أمر لا إرادي لا يمكن التحكم فيه، وبالتالي لا يؤثر على صحة الصيام.

سادسًا: حكم الاستمناء في الصيام:

الاستمناء هو إثارة الأعضاء التناسلية بقصد إخراج سائل الشهوة، ويعتبر الاستمناء من المحرمات في الإسلام، وهو يبطل الصيام إذا فعله الصائم عمدًا، وذلك لأن الاستمناء إفساد للصيام وإبطال له، وبالتالي يوجب القضاء والكفارة.

سابعًا: الخلاصة:

سائل الشهوة لا يبطل الصيام سواء كان متعمدًا أم غير متعمد، ولا يوجب القضاء، ولكن يجب على الصائم أن يتجنب ما قد يثير شهوته ويؤدي إلى خروج سائل الشهوة، كما يجب عليه أن يتوضأ ويستمر في صيامه إذا خرج منه سائل الشهوة أثناء الصيام، والاحتلام لا يبطل الصيام ولا يوجب القضاء لأنه أمر لا إرادي، أما الاستمناء فهو يبطل الصيام ويوجب القضاء والكفارة لكونه إفساد للصيام وإبطال له.

أضف تعليق