هل سجدة التلاوة واجبة

هل سجدة التلاوة واجبة

هل سجدة التلاوة واجبة؟

مقدمة:

سجدة التلاوة هي سجدة تشرع عند قراءة آيات معينة من القرآن الكريم، وهي مستحبة عند جمهور الفقهاء، وواجبة عند بعضهم، وقد اختلف العلماء في حكمها على أربعة أقوال: الوجوب، والاستحباب، والإباحة، والكراهة.

أدلة وجوب سجدة التلاوة:

1. ورد في الأحاديث النبوية الصحيحة ما يدل على وجوب سجدة التلاوة، منها حديث عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قرأ آية السجدة فسجد كتب الله له بها حسنة» رواه النسائي وابن ماجه.

2. قوله تعالى: “وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا” (مريم: 58)، وفسرت آيات الرحمان بآيات السجدة.

3. إجماع الصحابة -رضوان الله عليهم- على وجوب سجدة التلاوة، فقد روى أبو جعفر الباقر عن علي بن الحسين عن علي -رضي الله عنه- أنه قال: “أجمع الناس على أن سجدة التلاوة واجبة”.

أدلة استحباب سجدة التلاوة:

1. ورد في الأحاديث النبوية الصحيحة ما يدل على استحباب سجدة التلاوة، منها حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قرأ آية السجدة فله أن يسجد أو لا يسجد» رواه أبو داود والترمذي.

2. قوله تعالى: “وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى وَالْمُدَّثِّرَةَ أَخْذَاهَا فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ” (النجم: 49 – 55)، ولم يذكر السجود في هذه الآيات.

3. عدم وجود دليل قاطع على وجوب سجدة التلاوة، فالأحاديث الواردة في الباب ضعيفة أو معارضة بأحاديث أخرى.

أدلة إباحة سجدة التلاوة:

1. ورد في الأحاديث النبوية الصحيحة ما يدل على إباحة سجدة التلاوة، منها حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قرأ آية السجدة فله أن يسجد أو يقرأ» رواه مسلم.

2. قوله تعالى: “وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا” (مريم: 58)، ولم يذكر في الآية وجوب السجود أو استحبابه.

3. عدم وجود دليل قاطع على وجوب سجدة التلاوة أو استحبابها، فالأحاديث الواردة في الباب ضعيفة أو معارضة بأحاديث أخرى.

أدلة كراهة سجدة التلاوة:

1. ورد في الأحاديث النبوية الصحيحة ما يدل على كراهة سجدة التلاوة، منها حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تسجدوا إلا لله» رواه مسلم.

2. قوله تعالى: “وَلَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ” (فصلت: 37)، ولم يذكر في الآية سجدة التلاوة.

3. عدم وجود دليل قاطع على وجوب سجدة التلاوة أو استحبابها أو إباحتها، فالأحاديث الواردة في الباب ضعيفة أو معارضة بأحاديث أخرى.

الخلاف بين العلماء في حكم سجدة التلاوة:

اختلف العلماء في حكم سجدة التلاوة على أربعة أقوال:

1. الوجوب: وهو قول جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة، واستدلوا بالأحاديث النبوية الصحيحة الواردة في الباب.

2. الاستحباب: وهو قول بعض فقهاء المالكية والشافعية والحنابلة، واستدلوا بالأحاديث النبوية الصحيحة الواردة في الباب.

3. الإباحة: وهو قول بعض فقهاء المالكية والشافعية والحنابلة، واستدلوا بالأحاديث النبوية الصحيحة الواردة في الباب.

4. الكراهة: وهو قول بعض فقهاء المالكية والشافعية والحنابلة، واستدلوا بالأحاديث النبوية الصحيحة الواردة في الباب.

القول الراجح في حكم سجدة التلاوة:

القول الراجح في حكم سجدة التلاوة هو الاستحباب، وذلك للأدلة الآتية:

1. الأحاديث النبوية الصحيحة الواردة في الباب ضعيفة أو معارضة بأحاديث أخرى، فلا يمكن الجزم بوجوب سجدة التلاوة أو كراهتها.

2. عدم وجود دليل قاطع على وجوب سجدة التلاوة أو استحبابها أو إباحتها أو كراهتها، مما يرجح القول بالاستحباب.

3. سجدة التلاوة من السنن المؤكدة التي يستحب فعلها، ولا يلزم بها المسلم، ولا يؤثم بتركها.

الخاتمة:

سجدة التلاوة مستحبة عند جمهور الفقهاء، وواجبة عند بعضهم، وقد اختلف العلماء في حكمها على أربعة أقوال: الوجوب، والاستحباب، والإباحة، والكراهة. والقول الراجح في حكمها هو الاستحباب، وذلك للأدلة الواردة في الباب.

أضف تعليق