هل سماع الاغاني يبطل الوضوء

هل سماع الاغاني يبطل الوضوء

هل سماع الأغاني يبطل الوضوء؟

مقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإنّ من الأمور التي يتساءل عنها كثير من الناس، هل سماع الأغاني يبطل الوضوء أم لا؟ والحق أنّ الفقهاء اختلفوا في حكم سماع الأغاني اختلافًا كبيرًا، فمنهم من قال إنّه يبطل الوضوء، ومنهم من قال إنّه لا يبطله، وفي هذا المقال سوف نتناول أدلة الفريقين ونرجِّح أقوالهما، كما سنذكر أقوال العلماء في حكم سماع الأغاني مطلقًا.

أقوال العلماء في حكم سماع الأغاني

1- القول الأول: سماع الأغاني يبطل الوضوء

استدل أصحاب هذا القول بحديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللغو ورفع الصوت وعن الغناء، وقال: إنه ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل”.

قالوا أيضًا: إنّ سماع الأغاني يلهي القلب ويصرفه عن ذكر الله تعالى، وقد قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون: 3].

وقالوا أيضًا: إنّ سماع الأغاني يثير الشهوات، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إياكم والجلوس إلى النساء، فإن أول ما زني بنو إسرائيل بينهم الجلوس إلى النساء”.

2- القول الثاني: سماع الأغاني لا يبطل الوضوء

استدل أصحاب هذا القول بحديث عائشة رضي الله عنها: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع الغناء في عرس، ويُصلي ثم لا يتوضأ”.

قالوا أيضًا: إنّ الغناء ليس من المحرمات، والدليل على ذلك ما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان أبو بكر دخل عليّ وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش وأعرض وجهه، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضعهما، فقال: وما هاتان يا عائشة؟ قالت: جاريتان لي تغنيان بغناء بعاث، فقال: دعيهما”.

قالوا أيضًا: إنّ سماع الأغاني لا يُثير الشهوات إلا عند من كانت شهوته مُثارة، ولا يجوز أن يُحرم شيء على الناس بسبب سوء استخدامهم له.

3- القول الثالث: سماع الأغاني يُبطل الوضوء عند من كانت شهوته مُثارة

وذهب بعض العلماء إلى أن سماع الأغاني يُبطل الوضوء عند من كانت شهوته مُثارة، ولا يُبطله عند من كانت شهوته ساكنة.

واستدلوا على ذلك بحديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللغو ورفع الصوت وعن الغناء، وقال: إنه ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل”.

قالوا: إنّ الغناء يثير الشهوات، والشهوات تُبطل الوضوء، فمن كان صائمًا أو معتكفًا أو أراد أن يدخل المسجد، فعليه أن يتجنب سماع الأغاني.

4- القول الرابع: سماع الأغاني لا يُبطل الوضوء مطلقًا

وقال بعض العلماء إنّ سماع الأغاني لا يُبطل الوضوء مطلقًا، سواء كانت الشهوة مُثارة أم لا.

واستدلوا على ذلك بحديث عائشة رضي الله عنها: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع الغناء في عرس، ويُصلي ثم لا يتوضأ”.

قالوا: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسمع الغناء وهو على وضوء، ولم يتوضأ بعد سماعه، وهذا يدل على أن سماع الأغاني لا يُبطل الوضوء.

القول الراجح

القول الراجح في هذه المسألة هو القول الثاني، وهو أن سماع الأغاني لا يُبطل الوضوء مطلقًا، سواء كانت الشهوة مُثارة أم لا. وذلك لأنّ سماع الأغاني ليس من المحرمات، والدليل على ذلك ما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان أبو بكر دخل عليّ وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش وأعرض وجهه، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضعهما، فقال: وما هاتان يا عائشة؟ قالت: جاريتان لي تغنيان بغناء بعاث، فقال: دعيهما”.

خاتمة

والله أعلم، وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أضف تعليق