هل صلاة العيد قبل الخطبة

هل صلاة العيد قبل الخطبة

مقدمة:

تعتبر صلاة العيد من الشعائر الإسلامية المهمة التي تقام في يوم عيد الفطر وعيد الأضحى، وقد اختلف الفقهاء في حكم صلاة العيد، هل هي قبل الخطبة أم بعدها؟ وفي هذا المقال سوف نناقش هذا الموضوع بالتفصيل، بالإضافة إلى ذكر الأدلة من القرآن والسنة على مشروعية صلاة العيد، وحكمة تشريعها .

الأدلة من القرآن والسنة على مشروعية صلاة العيد:

1. الدليل من القرآن:

– قال الله تعالى في سورة الحج: “وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشْرٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” (الحج: 29).

– وقد استدل بعض الفقهاء بهذه الآية على مشروعية صلاة العيد، وذلك لأنها وردت في سياق ذكر الحج والعمرة، وقد ورد في الآية الأمر بإتمام الحج والعمرة، وهذا يشمل جميع مناسك الحج والعمرة، ومنها صلاة العيد.

2. الدليل من السنة:

– عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: “أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى، فيصلي ركعتين لا يقرأ فيهما بأذان ولا إقامة” (البخاري ومسلم).

– وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: “خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفطر إلى المصلى، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة” (البخاري ومسلم).

– وقد استدل بعض الفقهاء بهذه الأحاديث على أن صلاة العيد سنة مؤكدة، وأنها تُصلى قبل الخطبة.

حكمة تشريع صلاة العيد:

1. الشكر لله تعالى:

– تُعد صلاة العيد بمثابة شكر لله تعالى على نعمه العديدة، ومنها نعمة إتمام الصيام في شهر رمضان، ونعمة الحج والعمرة.

2. إظهار العبودية لله تعالى:

– تُعد صلاة العيد بمثابة إظهار العبودية لله تعالى، وتجديد العهد معه على طاعته وعبادته.

3. التقرب إلى الله تعالى:

– تُعد صلاة العيد بمثابة تقرب إلى الله تعالى، والتوسل إليه بقضاء الحوائج وتحقيق الأمنيات.

أحكام صلاة العيد:

1. وقت صلاة العيد:

– تبدأ صلاة العيد بعد شروق الشمس وارتفاعها قيد رمح، أي حوالي 15 دقيقة بعد شروق الشمس.

– وينتهي وقت صلاة العيد بزوال الشمس.

2. مكان صلاة العيد:

– يُسن صلاة العيد في المصلى خارج المدينة، وذلك ليتسع المكان للمصلين.

– ويجوز صلاة العيد في المسجد إذا كان واسعًا يتسع للمصلين.

3. كيفية صلاة العيد:

– تُصلى صلاة العيد ركعتين، بدون أذان ولا إقامة.

– وفي الركعة الأولى يُقرأ سورة الفاتحة وسورة ق، وفي الركعة الثانية يُقرأ سورة الفاتحة وسورة القمر.

– وبعد الصلاة تُلقى خطبة العيد، والتي تتضمن موعظة وتذكيرًا للمصلين.

سنن صلاة العيد:

1. الاغتسال لصلاة العيد:

– يُسن الاغتسال لصلاة العيد، وذلك ليتطهر المصلون ويستعدوا للقاء الله تعالى.

2. لبس أفضل الثياب لصلاة العيد:

– يُسن لبس أفضل الثياب لصلاة العيد، وذلك لإظهار الفرح والسرور بهذا اليوم المبارك.

3. التكبير في صلاة العيد:

– يُسن التكبير في صلاة العيد، وذلك ابتداءً من ليلة العيد وإلى نهاية أيام التشريق.

– ويُسن التكبير في المصلى ذهابًا وإيابًا.

آداب صلاة العيد:

1. الحضور إلى المصلى مبكرًا:

– يُستحب الحضور إلى المصلى مبكرًا قبل إقامة الصلاة، وذلك حتى لا يفوت المصلون شيئًا من الصلاة والخطبة.

2. الاستماع إلى الخطبة:

– يُستحب الاستماع إلى خطبة العيد بإنصات واهتمام، وذلك للاستفادة من المواعظ والتذكيرات الواردة فيها.

3. مُصافحة المُصلين:

– يُستحب مصافحة المُصلين بعد صلاة العيد، وذلك لإظهار المودة والمحبة بين المسلمين.

الخاتمة:

وفي الختام، فإن صلاة العيد هي سنة مؤكدة، تُصلى قبل الخطبة في يوم عيد الفطر وعيد الأضحى. وقد وردت الأدلة من القرآن والسنة على مشروعية صلاة العيد، كما وردت الحكمة من تشريعها. وتُصلى صلاة العيد ركعتين، بدون أذان ولا إقامة، ويُقرأ فيها سورة الفاتحة وسورة ق في الركعة الأولى، وسورة الفاتحة وسورة القمر في الركعة الثانية. ويُستحب الاغتسال لصلاة العيد، ولبس أفضل الثياب، والتكبير في المصلى ذهابًا وإيابًا. ويُستحب الحضور إلى المصلى مبكرًا، والاستماع إلى الخطبة، ومُصافحة المُصلين بعد الصلاة.

أضف تعليق