هل صلاة العيد واجبة

هل صلاة العيد واجبة

هل صلاة العيد واجبة؟

المقدمة:

صلاة العيد هي صلاة تُقام في كل من عيد الفطر وعيد الأضحى، وهي سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء، ويختلف الحكم الشرعي لصلاة العيد من مذهب لآخر، فمنهم من يرى أنها واجبة ومنهم من يراها سنة مؤكدة، والصحيح أنها سنة مؤكدة، وفي هذا المقال نستعرض الأدلة الشرعية على مشروعية صلاة العيد وحكم أدائها.

1. مشروعية صلاة العيد:

وردت العديد من النصوص الشرعية التي تدل على مشروعية صلاة العيد، منها:

– حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُصلي عيد الفطر وعيد الأضحى في المصلى” [صحيح البخاري].

– حديث جابر رضي الله عنه قال: “أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي العيدين في المصلى ويخرج إليه ماشيًا” [صحيح مسلم].

– وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي عيد الفطر وعيد الأضحى بالمصلى” [صحيح مسلم].

2. حكم أداء صلاة العيد:

اختلف الفقهاء في حكم أداء صلاة العيد على قولين:

– القول الأول: ذهب جمهور الفقهاء إلى أن صلاة العيد سنة مؤكدة، مستدلين بالأدلة الشرعية السابقة التي تدل على مشروعية صلاة العيد، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصليها ويحرص على أدائها.

– القول الثاني: ذهب بعض الفقهاء إلى أن صلاة العيد واجبة، مستدلين بحديث أبي داود عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من ترك صلاة العيد من غير عذر فلا صلاة له”.

3. صفة صلاة العيد:

تُصلى صلاة العيد ركعتين، كما ورد في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي عيد الفطر وعيد الأضحى ركعتين” [صحيح البخاري].

وتُصلى صلاة العيد في المصلى خارج المدينة، كما ورد في حديث جابر رضي الله عنه قال: “أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي العيدين في المصلى ويخرج إليه ماشيًا” [صحيح مسلم].

وتُسن في صلاة العيد التكبيرات، ففي الركعة الأولى يُسن تكبيرة الإحرام ثم ست تكبيرات بعد قراءة الفاتحة، وفي الركعة الثانية يُسن تكبيرة القيام ثم خمس تكبيرات بعد قراءة الفاتحة، كما ورد في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكبر في العيدين في الركعة الأولى بعد القراءة ست تكبيرات، وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات سوى تكبيرة القيام” [صحيح مسلم].

4. فضل صلاة العيد:

وردت العديد من النصوص الشرعية التي تدل على فضل صلاة العيد، منها:

– حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: “أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من غسّل وعطر ثم أتى العيد فصلى مع الإمام ثم استمع حتى ينصرف قضى الله له حوائجه كلهن” [صحيح النسائي].

– وحديث جابر رضي الله عنه قال: “أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما من أحد يتطهر في يوم العيد ويغتسل ويلبس أحسن ثيابه ويخرج فيصلي العيد ويستمع حتى ينصرف الإمام إلا غُفر له ذنوبه ما بين العيدين” [صحيح ابن ماجه].

– وحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: “أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من توضأ يوم العيد ثم خرج إلى المصلى ثم صلى العيد مع الإمام غُفر له ما بين العيدين” [صحيح ابن ماجه].

5. شروط صحة صلاة العيد:

لصحة صلاة العيد شروط يجب توافرها، منها:

– النية: وهي قصد أداء صلاة العيد لله تعالى.

– التكبيرات: وهي ست تكبيرات في الركعة الأولى وخمس تكبيرات في الركعة الثانية سوى تكبيرة القيام.

– الركوع والسجود: وهي أركان صلاة العيد كسائر الصلوات.

– سلام الإمام: وهو شرط لصحة صلاة العيد عند جمهور الفقهاء.

6. سنن صلاة العيد:

وردت العديد من السنن التي يُستحب القيام بها في صلاة العيد، منها:

– الغسل: يُسن الغسل لصلاة العيد.

– التطيب: يُسن التطيب لصلاة العيد.

– لبس أحسن الثياب: يُسن لبس أحسن الثياب لصلاة العيد.

– الخروج إلى المصلى ماشيًا: يُسن الخروج إلى المصلى ماشيًا لصلاة العيد.

– الذكر والتكبير في الطريق: يُسن الذكر والتكبير في الطريق إلى المصلى.

7. آداب صلاة العيد:

يجب مراعاة بعض الآداب في صلاة العيد، منها:

– احترام وتقدير الإمام: يجب احترام وتقدير الإمام وعدم مقاطعته أثناء الصلاة.

– الحفاظ على النظام والترتيب: يجب الحفاظ على النظام والترتيب أثناء صلاة العيد وعدم التزاحم أو الدفع.

– عدم الكلام أثناء الصلاة: يجب عدم الكلام أثناء صلاة العيد إلا للضرورة.

الخلاصة:

صلاة العيد سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء، ويستحب أدائها في كل من عيد الفطر وعيد الأضحى، ولها فضل كبير وأجر عظيم، وشرط صحتها النية والتكبيرات والركوع والسجود وسلام الإمام، وتُسن فيها التكبيرات والغسل والتطيب ولبس أحسن الثياب والخروج إلى المصلى ماشيًا والذكر والتكبير في الطريق، وآدابها احترام الإمام والحفاظ على النظام والترتيب وعدم الكلام أثناء الصلاة.

أضف تعليق