هل صيام النصف من شعبان بدعة

No images found for هل صيام النصف من شعبان بدعة

هل صيام النصف من شعبان بدعة؟

مقدمة:

صيام النصف من شعبان هو أحد العبادات التي اختلف فيها العلماء بين كونها سنة مؤكدة أو بدعة محدثة. وفي هذا المقال، سوف نستكشف الأدلة من القرآن والسنة والآثار لنرى ما إذا كان هذا الصيام مشروعًا أم لا.

أولاً: أدلة مشروعية صيام النصف من شعبان:

1. الحديث عن صيام شعبان:

– روى النسائي عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم شعبان كله”.

– روى ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم يومًا من شعبان ويترك يومًا”.

2. الفضل والبركة في صيام شعبان:

– روى الطبراني عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: “من صام من شعبان يومين كانت له عبادة ستين شهرًا”.

– روى ابن ماجه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: “من صام من شعبان ثلاثة أيام كانت له عبادة سنة”.

3. صيام شعبان استعدادًا لرمضان:

– روى ابن خزيمة عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمرنا أن نصوم شعبان كله، وقال: إنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم”.

ثانيًا: أدلة عدم مشروعية صيام النصف من شعبان:

1. عدم ورود دليل صحيح على صيام النصف من شعبان:

– لم يرد في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية الصحيحة أي دليل صريح على مشروعية صيام النصف من شعبان.

– الأحاديث التي وردت في فضل صيام شعبان ضعيفة وغير صحيحة.

2. مخالفة صيام النصف من شعبان لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-:

– كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصوم شعبان كله أو بعضه، ولم يخص يوم النصف من شعبان بالصيام.

– صيام النصف من شعبان يشبه صيام اليهود والنصارى في أعيادهم.

3. تحذير النبي -صلى الله عليه وسلم- من البدع في العبادة:

– قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”.

– قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة”.

ثالثًا: رأي العلماء في صيام النصف من شعبان:

1. رأي جمهور العلماء:

– يرى جمهور العلماء أن صيام النصف من شعبان بدعة محدثة لا أصل لها في الشرع.

– يستدلون على ذلك بضعف الأحاديث الواردة في فضل صيام هذا اليوم، ومخالفته لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

2. رأي بعض العلماء:

– يرى بعض العلماء أن صيام النصف من شعبان سنة مستحبة، ويستدلون على ذلك بالأحاديث الضعيفة التي وردت في فضله.

– يرون أن صيام هذا اليوم من باب التطوع والتقرب إلى الله تعالى.

3. الرأي الراجح:

– الرأي الراجح عند أهل العلم هو أن صيام النصف من شعبان بدعة محدثة لا أصل لها في الشرع.

– ينبغي للمسلم أن يتجنب صيام هذا اليوم، وأن يحرص على صيام شعبان كله أو بعضه.

رابعًا: الحكمة من مشروعية صيام شعبان:

1. استعدادًا لرمضان:

– صيام شعبان يساعد المسلم على الاستعداد لرمضان، والتدريب على الصيام والتقرب إلى الله تعالى.

– يهيئ المسلم نفسيًا وجسديًا لاستقبال شهر رمضان المبارك.

2. مضاعفة الحسنات:

– صيام شعبان يضاعف الحسنات ويرفع الدرجات عند الله تعالى.

– كل عمل صالح في شعبان يضاعف أجره عشرة أضعاف إلى سبعمائة ضعف.

3. مغفرة الذنوب:

– صيام شعبان يساعد على مغفرة الذنوب واستجابة الدعوات.

– من صام شعبان كله غفر الله له ذنوبه السابقة.

خامسًا: فضائل صيام شعبان:

1. مضاعفة الأجر:

– صيام شعبان له أجر عظيم ومضاعف عند الله تعالى.

– كل يوم من شعبان يضاعف أجره عشرة أضعاف إلى سبعمائة ضعف.

2. رفع الدرجات:

– صيام شعبان يرفع الدرجات عند الله تعالى.

– كل من صام يومًا من شعبان رفع الله درجته درجة.

3. مغفرة الذنوب:

– صيام شعبان يساعد على مغفرة الذنوب واستجابة الدعوات.

– من صام شعبان كله غفر الله له ذنوبه السابقة.

سادسًا: آداب صيام شعبان:

1. الإخلاص لله تعالى:

– يجب أن يكون صيام شعبان خالصًا لوجه الله تعالى.

– لا ينبغي للمسلم أن يصوم رياء أو سمعة.

2. اتباع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-:

– يجب على المسلم أن يتبع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- في صيام شعبان.

– ينبغي أن يصوم شعبان كله أو بعضه، ولا يخص يوم النصف من شعبان بالصيام.

3. الدعاء والتضرع:

– ينبغي للمسلم أن يكثر من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى في شعبان.

– يدعو الله تعالى أن يتقبل صيامه وأن يغفر ذنوبه وأن يرزقه الفردوس الأعلى.

سابعًا: الخلاصة:

– صيام النصف من شعبان بدعة محدثة لا أصل لها في الشرع.

– ينبغي للمسلم أن يتجنب صيام هذا اليوم، وأن يحرص على صيام شعبان كله أو بعضه.

– صيام شعبان له فضائل وأجر عظيم، ويساعد على الاستعداد لرمضان ومضاعفة الحسنات ومغفرة الذنوب.

أضف تعليق