ما حكم صيام النصف الثاني من شعبان

ما حكم صيام النصف الثاني من شعبان

ما حكم صيام النصف الثاني من شعبان

مقدمة

صيام النصف الثاني من شعبان من المسائل الخلافية بين الفقهاء، فمنهم من قال بجوازه لمن لم يكن صائمًا قبل ذلك، ومنهم من قال بكراهته، ومنهم من قال بحرمته. وقد اختلف العلماء في حكم صيام النصف الثاني من شعبان على أقوال:

القول الأول: جواز صيام النصف الثاني من شعبان باعتدال

ذهب الجمهور من الفقهاء إلى جواز صيام النصف الثاني من شعبان لمن لم يكن صائمًا قبل ذلك، واستدلوا بما يلي:

أن صيام شعبان كله مشروع، والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم من شعبان ما لا يصوم من غيره، فقد روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم شعبان إلا قليلاً”.

أن النصف الثاني من شعبان ليس له حكم خاص يمنع من صيامه، فهو كسائر أيام شعبان.

ويرى أصحاب هذا القول أنه لا حرج في صيام النصف الثاني من شعبان لمن لم يكن صائمًا قبل ذلك، وذلك لأن صيام شعبان كله مشروع، ولم يرد ما يدل على تحريم صيام النصف الثاني منه.

القول الثاني: كراهة صيام النصف الثاني من شعبان

ذهب الحنفية إلى كراهة صيام النصف الثاني من شعبان، مستدلين بما يلي:

أن صيام النصف الثاني من شعبان قد يؤدي إلى التشبه بالنصارى، الذين يصومون النصف الثاني من شعبان احتفالًا بعيد الفصح.

صيام النصف الثاني من شعبان يشبه صيام النصارى، الذين يصومون يوم 24 من شعبان احتفالًا بعيد القيامة.

أن صيام النصف الثاني من شعبان قد يؤدي إلى توهم أن صيامه واجب، وهذا فيه شبهة البدعة.

يرى أصحاب هذا القول أنه يكره صيام النصف الثاني من شعبان لمن لم يكن صائمًا قبل ذلك، وذلك لأن صيامه قد يؤدي إلى التشبه بالنصارى أو توهم وجوبه.

القول الثالث: حرمة صيام النصف الثاني من شعبان

ذهب الظاهرية إلى حرمة صيام النصف الثاني من شعبان، مستدلين بما يلي:

أن صيام النصف الثاني من شعبان قد ورد النهي عنه في السنة، فقد روى أبو داود والنسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن صوم يوم النصف من شعبان”.

أن صيام النصف الثاني من شعبان قد يؤدي إلى الإفراط في العبادة، وهذا قد يؤدي إلى ترك الواجبات الأخرى.

يرى أصحاب هذا القول أنه يحرم صيام النصف الثاني من شعبان لمن لم يكن صائمًا قبل ذلك، وذلك لأن صيامه قد يؤدي إلى ترك الواجبات الأخرى.

حكم صيام النصف الثاني من شعبان لمن كان صائمًا قبله

إذا كان المسلم صائمًا قبل النصف الثاني من شعبان، فلا حرج عليه في إكمال صيامه حتى نهاية الشهر، وذلك لأن صيام شعبان كله مشروع.

يجوز للمسلم أن يتنفل بصيام النصف الثاني من شعبان، إذا كان قد صام قبله، فقد روى النسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم شعبان إلا قليلاً”.

لا حرج في صيام النصف الثاني من شعبان لمن كان صائمًا قبله، سواء كان صيامه واجبًا أو تطوعًا، وذلك لأن صيام شعبان كله مشروع.

أفضل الأعمال في النصف الثاني من شعبان

من أفضل الأعمال في النصف الثاني من شعبان كثرة ذكر الله تعالى والدعاء والصدقة وقراءة القرآن الكريم.

من أفضل الأعمال في النصف الثاني من شعبان إحياء ليلة النصف من شعبان بالصلاة والذكر والدعاء، فقد ورد في السنة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يحيي ليلة النصف من شعبان بالصلاة والذكر والدعاء.

من أفضل الأعمال في النصف الثاني من شعبان الإكثار من الاستغفار والتوبة والرجوع إلى الله تعالى، فقد ورد في السنة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يستغفر الله تعالى كثيرًا في النصف الثاني من شعبان.

أقوال العلماء في حكم صيام النصف الثاني من شعبان

قال الإمام النووي رحمه الله: “أجمع العلماء على أن صوم شعبان كله جائز، واختلفوا في صوم النصف الثاني منه على ثلاثة أقوال: الجواز، والكراهة، والتحريم”.

قال الإمام ابن قدامة رحمه الله: “اختلف العلماء في حكم صيام النصف الثاني من شعبان على ثلاثة أقوال: الجواز، والكراهة، والتحريم”.

قال الإمام ابن حزم رحمه الله: “يحرم صيام النصف الثاني من شعبان على كل أحد”.

القول الراجح في حكم صيام النصف الثاني من شعبان

القول الراجح في حكم صيام النصف الثاني من شعبان هو جوازه لمن لم يكن صائمًا قبل ذلك، وذلك لأن صيام شعبان كله مشروع، ولم يرد ما يدل على تحريم صيام النصف الثاني منه.

خاتمة

أجمع العلماء على أن صيام شعبان كله جائز، واختلفوا في حكم صيام النصف الثاني منه على ثلاثة أقوال: الجواز، والكراهة، والتحريم. والقول الراجح هو جواز صيام النصف الثاني من شعبان لمن لم يكن صائمًا قبل ذلك، وذلك لأن صيامه مشروع، ولم يرد ما يدل على تحريمه.

أضف تعليق