مقدمة
الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو ركن أساسي في العبادة الإسلامية، والصيام يعني الامتناع عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وهو عبادة يثاب عليها المسلم ويحصل على الأجر والثواب من الله تعالى، والصيام يكون في شهر رمضان المعظم، وهو الشهر التاسع من شهور السنة الهجرية، وهو شهر مبارك يحظى بمكانة عظيمة عند المسلمين، وفي هذا الشهر يمتنع المسلمون عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ومن الأمور التي قد تثير تساؤلات المسلمين هو ما إذا كان عدم الاغتسال يبطل الصيام أم لا، وفي هذا المقال سنتناول هذا الموضوع بالتفصيل، وسنوضح ما هو حكم عدم الاغتسال أثناء الصيام، وما هي الأدلة الشرعية على ذلك.
حكم عدم الاغتسال أثناء الصيام
لا يبطل الصيام بترك الاغتسال، ولا يجب على الصائم أن يغتسل أثناء النهار، ولكن يستحب له ذلك إذا أراد أن يصلي صلاة الظهر أو العصر أو المغرب أو العشاء، أو إذا أراد أن يقرأ القرآن الكريم، أو إذا أراد أن يجامع زوجته بعد الإفطار، أما إذا لم يفعل ذلك فلا شيء عليه، ولا يبطل صيامه.
أدلة عدم بطلان الصيام بترك الاغتسال
هناك العديد من الأدلة الشرعية التي تدل على أن عدم الاغتسال لا يبطل الصيام، ومن هذه الأدلة:
حديث عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت ليلة الجنابة ثم يصبح صائمًا”، وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم وهو جنب، ولم يكن يغتسل قبل الصيام.
حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: “أُغمي على النبي صلى الله عليه وسلم وهو جنب، فأفاق وهو صائم”، وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان صائمًا وهو جنب.
حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: “أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نخرج من بيوتنا إلا ونحن متوضئون”، وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بالتوضؤ قبل الصيام، وإنما أمر بالتوضؤ قبل الخروج من البيت.