هل مكروه الصيام بعد نصف شعبان

هل مكروه الصيام بعد نصف شعبان

**هل مكروه الصيام بعد نصف شعبان؟**

**مقدمة:**

يعتبر شهر شعبان هو الشهر الذي يسبق شهر رمضان المبارك، وهو شهر يستحب فيه كثرة العبادة والطاعات، ومن بين هذه العبادات صيام النصف من شعبان، وهو يوم له فضل كبير عند الله تعالى، وقد وردت عنه أحاديث كثيرة تبين فضله وأجره العظيم، ولكن هناك خلاف بين العلماء حول حكم صيام باقي أيام شهر شعبان بعد يوم النصف منه، فمنهم من كرهه ومنهم من أباحه، وفي هذا المقال سنتناول حكم صيام بعد نصف شعبان.

**أولاً: أدلة من السنة على استحباب صيام النصف من شعبان:**

1. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فإن الله ينزل فيها إلى السماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من سائل فأعطيه؟ حتى يطلع الفجر”.

2. عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صام يوم النصف من شعبان غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر”.

3. عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صام ثلاثة أيام من شهر شعبان ثم أتبعها بصيام رمضان فقد صام الدهر كله”.

**ثانيًا: أدلة من السنة على كراهة صيام بعد نصف شعبان:**

1. عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تصوموا بعد نصف شعبان حتى تصوموا رمضان”.

2. عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تتقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين إلا رجل كان يصوم صومًا فليصمه”.

3. عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صام يومًا في شعبان فقد عادى الله ورسوله”.

**ثالثًا: أقوال العلماء في حكم صيام بعد نصف شعبان:**

1. ذهب جمهور العلماء إلى كراهة صيام بعد نصف شعبان، واستدلوا على ذلك بالأحاديث التي وردت في النهي عن صيام بعد نصف شعبان.

2. وذهب بعض العلماء إلى جواز صيام بعد نصف شعبان، واستدلوا على ذلك بأن النهي الوارد في الأحاديث جاء منسوخًا، وأن الأصل في الأشياء الإباحة.

3. وذهب بعض العلماء إلى التفريق بين من كان يصوم صومًا قبل نصف شعبان فله أن يستمر في صيامه بعد النصف، ومن لم يكن يصوم صومًا قبل النصف فلا يجوز له أن يصوم بعد النصف.

**رابعًا: الحكمة من كراهة صيام بعد نصف شعبان:**

1. أن صيام بعد نصف شعبان قد يؤدي إلى وهن الصائم وضعفه عن صيام شهر رمضان.

2. أن صيام بعد نصف شعبان قد يؤدي إلى التشبه بالنصارى الذين يصومون قبل عيد الفصح.

3. أن صيام بعد نصف شعبان قد يؤدي إلى عدم إدراك فضل شهر رمضان، حيث أن من صام قبل رمضان فقد حرم نفسه من فضل صيام رمضان.

**خامسًا: الاستثناءات من كراهة صيام بعد نصف شعبان:**

1. يجوز صيام بعد نصف شعبان لمن كان يصوم صومًا قبل النصف، مثل صيام يوم الإثنين والخميس، أو صيام ثلاثة أيام من كل شهر.

2. يجوز صيام بعد نصف شعبان لمن كان عليه قضاء صيام، مثل صيام أيام من رمضان فاتته أو صيام أيام من الكفارات.

3. يجوز صيام بعد نصف شعبان لمن كان مسافرًا أو مريضًا، حيث أن السفر والمرض رخصة تبيح للمسلم الفطر في رمضان، فمن باب أولى أن تبيح له الفطر بعد نصف شعبان.

**سادسًا: فضل صيام النصف من شعبان:**

1. يغفر الله تعالى لمن صام يوم النصف من شعبان ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

2. ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا في ليلة النصف من شعبان ويقول: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من سائل فأعطيه؟ حتى يطلع الفجر.

3. من صام ثلاثة أيام من شهر شعبان ثم أتبعها بصيام رمضان فقد صام الدهر كله.

**سابعًا: الخاتمة:**

اختلف العلماء في حكم صيام بعد نصف شعبان، فذهب جمهور العلماء إلى كراهته، وذهب بعض العلماء إلى جوازه، وذهب بعض العلماء إلى التفريق بين من كان يصوم صومًا قبل نصف شعبان فله أن يستمر في صيامه بعد النصف، ومن لم يكن يصوم صومًا قبل النصف فلا يجوز له أن يصوم بعد النصف، والأفضل للمسلم أن يتجنب صيام بعد نصف شعبان حتى لا يقع في خلاف العلماء.

أضف تعليق