هل نزول دم بني يبطل الصيام؟
المقدمة
الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة عظيمة يمتنع فيها المسلم عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. وقد أجمع العلماء على أن نزول الدم الأحمر أو الأسود يبطل الصيام، ولكن هناك خلاف بينهم حول نزول الدم البني. فما هو الرأي الصحيح في هذه المسألة؟
أنواع الدم
هناك ثلاثة أنواع رئيسية للدم:
الدم الأحمر: وهو الدم الذي يحمل الأكسجين والمواد الغذائية إلى خلايا الجسم.
الدم الأسود: وهو الدم الذي يحتوي على نسبة عالية من ثاني أكسيد الكربون والمواد الضارة.
الدم البني: وهو الدم الذي يكون لونه بني غامق أو بني فاتح، وهو دم قديم أو متخثر.
حكم نزول الدم الأحمر أو الأسود
أجمع العلماء على أن نزول الدم الأحمر أو الأسود يبطل الصيام، وذلك لأن الدم هو أحد المفطرات التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم. قال تعالى: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل).
حكم نزول الدم البني
اختلف العلماء في حكم نزول الدم البني على أقوال:
القول الأول: يرى جمهور العلماء أن نزول الدم البني لا يبطل الصيام، وذلك لأن الدم البني هو دم قديم أو متخثر، وهو لا يعتبر من المفطرات التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم.
القول الثاني: يرى بعض العلماء أن نزول الدم البني يبطل الصيام، وذلك لأن الدم البني هو دم فاسد، وهو يعتبر من المفطرات التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم.
القول الثالث: يرى بعض العلماء أن نزول الدم البني يبطل الصيام إذا كان بكمية كبيرة، أما إذا كان بكمية قليلة فلا يبطل الصيام.
أدلة القائلين بأن نزول الدم البني لا يبطل الصيام
استدل القائلون بأن نزول الدم البني لا يبطل الصيام بعدة أدلة، منها:
أن الدم البني هو دم قديم أو متخثر، وهو لا يعتبر من المفطرات التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم.
أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبطل صيام من نزلت عليه دماء الحيض أو النفاس، ولم يفرق بين الدم الأحمر والدم البني.
أن الصحابة والتابعين لم يبطلوا صيام من نزلت عليه دماء الحيض أو النفاس، ولم يفرقوا بين الدم الأحمر والدم البني.
أدلة القائلين بأن نزول الدم البني يبطل الصيام
استدل القائلون بأن نزول الدم البني يبطل الصيام بعدة أدلة، منها:
أن الدم البني هو دم فاسد، وهو يعتبر من المفطرات التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم.
أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (الصيام جُنّة، فإذا كان أحدكم صائماً فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ شاتمه أو قاتله، فليقل: إني صائم). وهذا الحديث يدل على أن الصيام يبطل بالكلام السيئ والشتائم، فمن باب أولى أن يبطل بالدم الذي هو من النجاسات.
أن الصحابة والتابعين اختلفوا في حكم نزول الدم البني، فبعضهم قال إنه يبطل الصيام، وبعضهم قال إنه لا يبطل.
القول الراجح
القول الراجح في هذه المسألة هو أن نزول الدم البني لا يبطل الصيام، وذلك لأن الدم البني هو دم قديم أو متخثر، وهو لا يعتبر من المفطرات التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم.
الخاتمة
نزول الدم الأحمر أو الأسود يبطل الصيام، أما نزول الدم البني فلا يبطل الصيام، والقول الراجح في هذه المسألة هو أنه لا يبطل الصيام.