هل يجب الغسل بعد العادة دون إنزال

هل يجب الغسل بعد العادة دون إنزال

هل يجب الغسل بعد العادة دون إنزال؟

مقدمة:

الإستمناء أو العادة السرية هي ممارسة جنسية يتم فيها تحفيز الأعضاء التناسلية من أجل المتعة، وقد تكون هذه الممارسة فردية أو جماعية، ولكن دون حدوث اتصال جنسي، وقد تختلف أشكالها وأنواعها باختلاف الثقافات والمجتمعات، وقد يختلف البعض حول الحكم الشرعي لهذه الممارسة، ولكن لا خلاف بين الفقهاء على أن ممارسة العادة السرية بدون إنزال لا تستوجب الغسل، وذلك وفقاً للأدلة التالية:

أولاً: عدم وجود نص صريح في القرآن أو السنة على وجوب الغسل بعد العادة السرية بدون إنزال:

لم يرد في القرآن الكريم أي نص صريح يوجب الغسل بعد العادة السرية بدون إنزال، وقد ورد في السنة النبوية بعض الأحاديث التي تتحدث عن الغسل بعد العادة السرية، ولكن هذه الأحاديث تتحدث عن الغسل بعد العادة السرية مع الإنزال، ولم يرد فيها أي حديث عن وجوب الغسل بعد العادة السرية بدون إنزال.

ثانياً: إجماع الفقهاء على عدم وجوب الغسل بعد العادة السرية بدون إنزال:

لم يقل أحد من الفقهاء بوجوب الغسل بعد العادة السرية بدون إنزال، وقد أجمع الفقهاء على أن ممارسة العادة السرية بدون إنزال لا تستوجب الغسل، وذلك لأن ممارسة العادة السرية بدون إنزال لا ينتج عنها خروج مذي أو مني، وبالتالي لا ينطبق عليها حكم الغسل.

ثالثاً: قياس العادة السرية بدون إنزال على المذي:

يشبه المذي العادة السرية بدون إنزال في عدم وجود نص صريح في القرآن أو السنة على وجوب الغسل بعده، كما أن الفقهاء أجمعوا على عدم وجوب الغسل بعد المذي، وبالتالي يمكن قياس العادة السرية بدون إنزال على المذي في عدم وجوب الغسل بعده.

رابعاً: دفع المشقة عن المكلفين:

إن الحكم بوجوب الغسل بعد العادة السرية بدون إنزال فيه مشقة على المكلفين، وذلك لأن ممارسة العادة السرية بدون إنزال أمر شائع بين الناس، وبالتالي فإن الحكم بوجوب الغسل بعده سيؤدي إلى إشغال الناس بالغسل باستمرار، وهذا فيه مشقة عليهم.

خامساً: سد الذريعة:

إن الحكم بوجوب الغسل بعد العادة السرية بدون إنزال قد يؤدي إلى وقوع الناس في الفاحشة، وذلك لأن بعض الناس قد يظن أن ممارسة العادة السرية بدون إنزال جائزة شرعاً، وبالتالي قد يقع في ممارسة الفاحشة.

سادساً: عدم وجود فائدة من الغسل بعد العادة السرية بدون إنزال:

لا توجد أي فائدة من الغسل بعد العادة السرية بدون إنزال، وذلك لأن الغسل بعد العادة السرية إنما شرع لتنظيف المكلف من الجنابة، ولكن ممارسة العادة السرية بدون إنزال لا تؤدي إلى الجنابة، وبالتالي فلا فائدة من الغسل بعدها.

سابعاً: اعتبار العادة السرية بدون إنزال من قبيل العادة المكروهة:

تعتبر العادة السرية بدون إنزال من قبيل العادة المكروهة، وذلك لأنها من الأمور التي لا ينبغي للمسلم أن يفعلها، ولكنها لا تعتبر من الكبائر، وبالتالي لا تستوجب الغسل.

الخاتمة:

ممارسة العادة السرية بدون إنزال لا تستوجب الغسل، وذلك وفقاً للأدلة السابقة، ولكن ينبغي على المسلم أن يتجنب ممارسة العادة السرية لما فيها من مفاسد كثيرة، ومنها: أنها قد تؤدي إلى الوقوع في الفاحشة، وأنها قد تضر بالصحة النفسية والجسدية للمكلف.

أضف تعليق