هل يجب الوضوء عند قراءة القران

هل يجب الوضوء عند قراءة القران

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

القرآن الكريم هو كتاب الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو المصدر الأول للتشريع الإسلامي، وهو كلام الله المنزل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو هدى ورحمة للعالمين.

ومن الأمور المهمة المتعلقة بتلاوة القرآن الكريم هي الوضوء، فهل يجب الوضوء عند قراءة القرآن الكريم؟

سنتناول في هذا المقال حكم الوضوء عند تلاوة القرآن الكريم، وسنذكر الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية وآثار الصحابة رضي الله عنهم، وسنذكر حكم من قرأ القرآن الكريم بدون وضوء، وسنذكر فضل الوضوء عند تلاوة القرآن الكريم.

هل يجب الوضوء عند قراءة القرآن الكريم؟

اختلف أهل العلم في وجوب الوضوء عند قراءة القرآن الكريم، فذهب الجمهور إلى أنه لا يجب الوضوء عند تلاوة القرآن الكريم، واستدلوا على ذلك بما يلي:

لم يرد في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية ما يدل على وجوب الوضوء عند قراءة القرآن الكريم.

لو كان الوضوء واجباً عند قراءة القرآن الكريم لكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر به، ولم ينقل عنه أنه أمر بذلك.

إن قراءة القرآن الكريم عبادة باللسان، ولا يجب الوضوء عند العبادات التي لا يشترط لها الطهارة، مثل الصلاة والصيام والزكاة والحج.

أدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية وآثار الصحابة رضي الله عنهم

قال تعالى: (وَلَا تَمَسَّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) [الواقعة: 79].

وقد فسر جمهور المفسرين هذه الآية الكريمة بأنها تدل على وجوب الطهارة عند مس المصحف الشريف، وليس عند قراءة القرآن الكريم.

روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن وهو جنب”.

وهذا الحديث يدل على أنه لا يجب الوضوء عند قراءة القرآن الكريم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن وهو جنب، والجنب لا يجوز له قراءة القرآن الكريم.

روى مسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: “قلت: يا رسول الله، إني رجل أجنب، أفأقرأ من القرآن شيئاً؟ قال: نعم، اقرأ وآية الكرسي”.

وهذا الحديث يدل على أنه لا يجب الوضوء عند قراءة القرآن الكريم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لأبي موسى الأشعري بقراءة القرآن وهو جنب، بشرط أن يقرأ آية الكرسي.

حكم من قرأ القرآن الكريم بدون وضوء

من قرأ القرآن الكريم بدون وضوء فلا حرج عليه، ولا يأثم بذلك، لأن الوضوء ليس شرطاً لصحة قراءة القرآن الكريم.

قال الشيخ ابن باز رحمه الله: “لا حرج في قراءة القرآن بدون وضوء، ولا يأثم الإنسان بذلك، لأن الوضوء ليس شرطاً لصحة قراءة القرآن”.

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “لا حرج في قراءة القرآن بدون وضوء، ولا يأثم الإنسان بذلك، لأن الوضوء ليس شرطاً لصحة قراءة القرآن”.

وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: “لا حرج في قراءة القرآن بدون وضوء، ولا يأثم الإنسان بذلك، لأن الوضوء ليس شرطاً لصحة قراءة القرآن”.

فضل الوضوء عند تلاوة القرآن الكريم

يستحب الوضوء عند تلاوة القرآن الكريم، لأن الوضوء يزيد من خشوع القارئ وتدبره في كلام الله تعالى.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا أراد أحدكم أن يقرأ القرآن فليتوضأ”.

وهذا الحديث يدل على استحباب الوضوء عند قراءة القرآن الكريم.

قال الإمام النووي رحمه الله: “يستحب الوضوء لقراءة القرآن لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أراد أحدكم أن يقرأ القرآن فليتوضأ”.

وقال الإمام ابن قدامة رحمه الله: “يستحب الوضوء لقراءة القرآن لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أراد أحدكم أن يقرأ القرآن فليتوضأ”.

خاتمة

الوضوء عند قراءة القرآن الكريم ليس واجباً، ولكنه مستحب، فمن توضأ قبل قراءة القرآن زاد من خشوعه وتدبره في كلام الله تعالى.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا خشوع قلوبنا عند تلاوة القرآن الكريم، وأن ينفعنا بما فيه من آيات بينات وهدى ورحمة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أضف تعليق