هل يجب الوضوء قبل قراءة القران

الوضوء قبل قراءة القرآن الكريم

المقدمة:

يعتبر قراءة القرآن الكريم من أهم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، وهي من أعظم الأعمال التي ينال بها الأجر والثواب، وقد حثنا الله تعالى على قراءته في العديد من الآيات الكريمة، كما وردت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم تحث على قراءة القرآن وتدبر معانيه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف).

الوضوء قبل قراءة القرآن الكريم

1. الوضوء سنة مؤكدة قبل قراءة القرآن الكريم:

الوضوء يعد طهارة ظاهرة مطلوبة من المسلم قبل ممارسة العبادات المختلفة، ومنها قراءة القرآن الكريم، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يمس القرآن إلا طاهر).

الوضوء يزيد من خشوع القارئ وتدبره للقرآن الكريم، ويساعد على حضور القلب والابتعاد عن الشك واللغو أثناء القراءة، فحينما يتوضأ المسلم يجدد عهده مع الله تعالى وينوي التقرب إليه بقراءة كلامه الكريم.

الوضوء يساعد على إظهار الاحترام والتقدير للقرآن الكريم، وتعتبر من علامات الأدب مع كلام الله تعالى، كما أن الوضوء يمنع انتقال الجراثيم والنجاسات إلى المصحف الشريف.

2. الوضوء واجب عند قراءة بعض سور القرآن الكريم:

هناك بعض سور القرآن الكريم التي اشترط العلماء الوضوء لقراءتها، مثل سورة الطور والواقعة والمزمل والمطففين، وذلك لورود أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم تدل على ذلك.

فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقرأوا الطور، ولا الواقعة، ولا المزمل، ولا المدثر إلا وأنت طاهر).

وقد اختلف العلماء في وجوب الوضوء عند قراءة هذه السور، فذهب جمهور العلماء إلى وجوب الوضوء، بينما ذهب بعض العلماء إلى أنه سنة مؤكدة وليس بواجب.

3. الوضوء مستحب عند قراءة أي جزء من القرآن الكريم:

على الرغم من أن الوضوء ليس بشرط لصحة قراءة القرآن الكريم، إلا أنه مستحب ومندوب للمسلم أن يتوضأ قبل قراءة أي جزء من القرآن الكريم، وذلك لما للوضوء من فضل وأجر عظيم.

وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من توضأ ثم قرأ آية من كتاب الله كانت له حسنة، فإذا قرأ سورة كانت له عشر حسنات، فإذا قرأ القرآن كله كانت له بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها).

كما أن الوضوء قبل قراءة القرآن الكريم يعتبر من علامات الأدب مع كلام الله تعالى، ويجلب للمسلم البركة والخير والزيادة في الحسنات.

4. حكم قراءة القرآن الكريم بدون وضوء:

لا يجوز للمسلم أن يقرأ القرآن الكريم وهو على غير وضوء، وذلك لأن قراءة القرآن الكريم من العبادات التي يشترط لها الطهارة، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يمس القرآن إلا طاهر).

وإذا قرأ المسلم القرآن الكريم بدون وضوء، فإن قراءته لا تكون صحيحة ولا يثاب عليها، وقد يأثم المسلم بذلك إذا كان عامدًا إلى ترك الوضوء قبل القراءة.

وقد أجاز بعض العلماء قراءة القرآن الكريم بدون وضوء في بعض الحالات الضرورية، مثل قراءة القرآن الكريم في حالة السفر أو المرض أو الخوف أو النسيان، وفي هذه الحالات يجب على المسلم أن يتوضأ بعد ذلك إذا أمكن.

5. آداب قراءة القرآن الكريم:

يجب على المسلم أن يتأدب عند قراءة القرآن الكريم، وأن يحسن صوته ويجوده، ويقف عند مواقف الآيات، ويتدبر معاني القرآن الكريم، وأن يخشع قلبه عند تلاوته.

كما يجب على المسلم أن يقرأ القرآن الكريم في أماكن طاهرة وهادئة، وأن يبتعد عن الأماكن المزدحمة والصاخبة، وأن يختار الأوقات المناسبة للقراءة، وأن يتفكر في معاني الآيات ويتدبرها.

ويجب على المسلم أن يحترم القرآن الكريم ويقدره، وأن يتجنب وضعه في أماكن غير لائقة، وأن يحرص على نظافته وعدم تمزيقه أو إتلافه.

6. فضل قراءة القرآن الكريم:

لقراءة القرآن الكريم فضل عظيم وأجر كبير، فقد وعد الله تعالى القارئين للقرآن الكريم بالثواب العظيم والأجر الجزيل، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف).

كما أن قراءة القرآن الكريم سبب لدخول الجنة، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اقرأوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه).

وقراءة القرآن الكريم سبب لرفع الدرجات في الجنة، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قرأ القرآن وعمل بما فيه رفع الله درجته في الجنة).

7. أهمية تحفيظ القرآن الكريم للأطفال:

يجب على الآباء والأمهات تحفيظ أبنائهم القرآن الكريم منذ الصغر، وذلك لأن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى وهو أفضل ما يتعلم الطفل في حياته.

كما أن تحفيظ القرآن الكريم للأطفال يساهم في تنمية مهاراتهم اللغوية والفكرية، ويعزز ثقتهم بأنفسهم، ويجعلهم أكثر تقوى وأخلاقًا.

بالإضافة إلى ذلك، فإن تحفيظ القرآن الكريم للأطفال يجعلهم أكثر حرصًا على أداء العبادات والتقرب إلى الله تعالى، ويحميهم من الانحراف والوقوع في المعاصي.

الخلاصة:

الوضوء قبل قراءة القرآن الكريم سنة مؤكدة، ويجب الوضوء عند قراءة بعض سور القرآن الكريم مثل سورة الطور والواقعة والمزمل والمطففين، كما يفضل الوضوء عند قراءة أي جزء من القرآن الكريم، ولا يجوز قراءة القرآن الكريم بدون وضوء لأن ذلك يعد من الإثم، ويجب على المسلم أن يتأدب عند قراءة القرآن الكريم ويحسن صوته ويجوده ويتدبر معانيه، لقراءة القرآن الكريم فضل عظيم وأجر كبير، ويجب على الآباء والأمهات تحفيظ أبنائهم القرآن الكريم منذ الصغر.