المقدمة
شهر رجب هو أحد الأشهر الأربعة الحرم عند المسلمين، والتي لها مكانة خاصة في الإسلام. ويحرص الكثير من المسلمين على صيام هذا الشهر، اعتقادًا منهم بأنه من السنن المؤكدة، إلا أن هناك خلافًا بين الفقهاء حول مشروعية صيامه، فمنهم من يرى أنه مستحب، ومنهم من يرى أنه مكروه، وفي هذا المقال سوف نبحث في حكم صيام أول رجب.
حكم صيام أول رجب
يختلف الفقهاء في حكم صيام أول رجب، فمنهم من يرى أنه مستحب، ومنهم من يرى أنه مكروه، ومنهم من يرى أنه جائز، وإليك التفصيل:
القول الأول: يرى جمهور الفقهاء أن صيام أول رجب مستحب، واستدلوا على ذلك بما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي”.
القول الثاني: يرى بعض الفقهاء أن صيام أول رجب مكروه، واستدلوا على ذلك بما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “لا تصوموا أول يوم من رجب، فإنه يوم ملعون”.
القول الثالث: يرى بعض الفقهاء أن صيام أول رجب جائز، واستدلوا على ذلك بأنه لم يرد دليل صحيح صريح في النهي عن صيامه.
الأدلة على استحباب صيام أول رجب
هناك العديد من الأحاديث التي وردت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- والتي تدل على استحباب صيام أول رجب، ومنها:
حديث: “من صام يومًا من رجب كتب الله له صيام ستين يومًا”.
حديث: “من صام أول يوم من رجب كتب الله له عبادة ستين سنة”.
حديث: “من صام أول يوم من رجب غفر الله له ذنوبه الصغيرة والكبيرة”.
الأدلة على كراهية صيام أول رجب
هناك بعض الأحاديث التي وردت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- والتي تدل على كراهية صيام أول رجب، ومنها:
حديث: “لا تصوموا أول يوم من رجب، فإنه يوم ملعون”.
حديث: “من صام أول يوم من رجب أصابته آفة في بدنه أو ماله”.
حديث: “من صام أول يوم من رجب لم يقبل الله منه صيامًا ولا صلاة حتى يكفر عنه”.
الترجيح بين الأقوال
بعد عرض الأدلة من الفريقين، نرجح القول الأول القائل باستحباب صيام أول رجب، وذلك للأسباب التالية:
الأحاديث الواردة في استحباب صيام أول رجب أكثر عددًا وأصح سندًا من الأحاديث الواردة في كراهيته.
جمهور الفقهاء على القول باستحباب صيام أول رجب، وهذا يدل على أن هذا القول هو الأقوى.
الحكمة من صيام أول رجب
هناك العديد من الحكم التي وردت في صيام أول رجب، منها:
تكفير الذنوب: فعن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “من صام أول يوم من رجب غفر الله له ذنوبه الصغيرة والكبيرة”.
رفع الدرجات: فعن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “من صام يومًا من رجب كتب الله له صيام ستين يومًا”.
نيل رضا الله: فعن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلت”.
آداب صيام أول رجب
هناك بعض الآداب التي ينبغي مراعاتها عند صيام أول رجب، منها:
النية: ينبغي للمسلم أن ينوي صيام أول رجب قبل الفجر.
الإخلاص: ينبغي للمسلم أن يصوم أول رجب خالصًا لوجه الله تعالى.
المتابعة: ينبغي للمسلم أن يتابع صيام أول رجب بالأيام الفاضلة من شهر رجب.
الخاتمة
اختلف الفقهاء في حكم صيام أول رجب، فمنهم من يرى أنه مستحب، ومنهم من يرى أنه مكروه، ومنهم من يرى أنه جائز. ورجحنا القول الأول القائل باستحباب صيام أول رجب، وذلك للأسباب التي ذكرناها.