هل يجزئ الغسل عن الوضوء

No images found for هل يجزئ الغسل عن الوضوء

هل يجوز الغسل بدلاً من الوضوء؟

المقدمة

الغسل والوضوء من العبادات التي يؤديها المسلمون قبل الصلاة وقراءة القرآن وغيرها من العبادات التي يجب أن تكون على طهارة. والوضوء هو غسل الأعضاء الظاهرة من الجسم، بينما الغسل هو غسل جميع الجسم. وقد اختلف الفقهاء في جواز الاكتفاء بالغسل عن الوضوء. فذهب بعضهم إلى أنه يجوز الاكتفاء بالغسل عن الوضوء، بينما ذهب البعض الآخر إلى أنه لا يجوز ذلك.

الأدلة من القرآن والسنة على جواز الاكتفاء بالغسل عن الوضوء

1. قال تعالى: {وإن كنتم جنباً فاطهروا}[المائدة: 6]. والمراد بالجنابة هنا هو الجنابة الكبرى، أي خروج المني من الذكر أو الأنثى. وقد أجمع الفقهاء على أن الغسل هو الواجب في حالة الجنابة الكبرى.

2. روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل للجمعة ويغتسل يوم العيد، وكان يفيض عليه من الماء”. وهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغتسل في هاتين المناسبتين، وكان يفيض عليه من الماء، وهذا يدل على أنه كان يغسل جميع جسده.

3. روى أبو داود والترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ للصلاة، ثم جاء رجل جنب، فأمر بغسل يديه ورجليه، ثم توضأ كما توضأ”. وهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الرجل الجنبي بغسل يديه ورجليه، ثم توضأ كما توضأ، وهذا يدل على أنه لم يأمره بالغسل الكامل.

الأدلة من القرآن والسنة على عدم جواز الاكتفاء بالغسل عن الوضوء

1. قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين}[المائدة: 6]. وهذه الآية الكريمة تبين أركان الوضوء، وهي غسل الوجه واليدين إلى المرافق ومسح الرأس والرجلين إلى الكعبين. وقد أجمع الفقهاء على أن هذه الأركان واجبة في الوضوء، ولا يسقط شيء منها.

2. روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يقبل الله صلاة من رجل حتى يتوضأ”. وهذا يدل على أن الوضوء واجب قبل الصلاة، ولا تقبل الصلاة بدون وضوء.

3. روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد، توضأ وإن كان قد توضأ”. وهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ قبل دخول المسجد، حتى وإن كان قد توضأ من قبل.

الراجح من أقوال الفقهاء

الراجح من أقوال الفقهاء هو أن الغسل لا يجوز أن يكون بديلاً عن الوضوء، وأن الوضوء واجب قبل الصلاة وقراءة القرآن وغيرها من العبادات التي يجب أن تكون على طهارة. وقد استدلوا على ذلك بالأدلة السابقة من القرآن والسنة.

الخاتمة

اختلف الفقهاء في جواز الاكتفاء بالغسل عن الوضوء، فذهب بعضهم إلى أنه يجوز، بينما ذهب البعض الآخر إلى أنه لا يجوز. والراجح من أقوال الفقهاء هو أن الغسل لا يجوز أن يكون بديلاً عن الوضوء، وأن الوضوء واجب قبل الصلاة وقراءة القرآن وغيرها من العبادات التي يجب أن تكون على طهارة. وقد استدلوا على ذلك بالأدلة السابقة من القرآن والسنة.

أضف تعليق