هل يجوز اخراج زكاة الفطر اول يوم العيد

الزكاة فرع من فروع الإسلام الخمسة، وقد فرضت على المسلمين في السنة الثانية من الهجرة، وهي أحد أركان الإسلام التي يجب على كل مسلم قادر أن يؤديها.

حدد الإسلام وقتًا محددًا لإخراج زكاة الفطر، وهو قبل صلاة عيد الفطر، ويجوز إخراجها من أول يوم العيد إلى قبل صلاة العيد.

يوجد العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تبين جواز إخراج زكاة الفطر في أول يوم العيد، منها:

– عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بزكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة).

– وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان الناس يخرجون زكاة الفطر إلى المصلى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم).

– وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بزكاة الفطر أن تؤدى من كل حر أو عبد، ذكر أو أنثى، صغير أو كبير، من المسلمين، صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير).

أسباب جواز إخراج زكاة الفطر أول يوم العيد:

1. تقديم البر وإدخال السرور على الفقراء والمساكين:

– يمكن إخراج زكاة الفطر في أول يوم العيد حتى يتسنى للفقراء والمساكين الاستفادة منها في شراء ما يحتاجونه من طعام وشراب وملابس وغيرها، مما يساهم في إدخال السرور عليهم في يوم العيد.

– كما أن إخراج زكاة الفطر مبكرًا يتيح للفقراء والمساكين الوقت الكافي للاستعداد لعيد الفطر وشراء ما يحتاجونه.

2. إظهار شعائر الإسلام والتأكيد على فضل الصدقة:

– يعتبر إخراج زكاة الفطر من شعائر الإسلام التي يجب على المسلمين الالتزام بها، وإخراجها في أول يوم العيد من شأنه أن يظهر هذا الشعيرة ويؤكد على فضل الصدقة وأهميتها في الإسلام.

– كما أن إخراج زكاة الفطر في أول يوم العيد يعد بمثابة إحياء لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وتأكيدًا على ضرورة الالتزام بها.

3. تجنب الزحام والتكدس:

– قد يحدث زحام شديد وتكدس في أماكن توزيع زكاة الفطر في يوم العيد، خاصةً إذا كان توزيعها يتم في وقت قصير، مما قد يتسبب في إزعاج ومعاناة الفقراء والمساكين.

– أما إذا تم توزيع زكاة الفطر في أول يوم العيد، فإن هذا من شأنه أن يقلل من الزحام والتكدس، ويجعل عملية التوزيع أكثر سهولة وسلاسة.

4. تمكين الفقراء والمساكين من شراء احتياجاتهم قبل العيد:

– يعد عيد الفطر مناسبة مهمة للمسلمين، حيث يجتمعون مع عائلاتهم وأصدقائهم ويحتفلون بهذا اليوم السعيد، ومن المهم أن يتمكن الفقراء والمساكين من شراء احتياجاتهم قبل العيد حتى يتمكنوا من المشاركة في الاحتفالات.

– لذلك، فإن إخراج زكاة الفطر في أول يوم العيد من شأنه أن يتيح للفقراء والمساكين الوقت الكافي لشراء ما يحتاجونه من احتياجات العيد.

5. تعويد المسلمين على الالتزام بالوقت المحدد لإخراج الزكاة:

– إن إخراج زكاة الفطر في أول يوم العيد يعد بمثابة تدريب وتعود للمسلمين على أهمية الالتزام بالوقت المحدد لإخراج الزكاة، سواء كانت زكاة الفطر أو زكاة المال.

– كما أن هذا الأمر يساعد على ترسيخ مبدأ الالتزام بالواجبات الدينية لدى المسلمين.

6. إظهار التكافل الاجتماعي بين المسلمين:

– إن إخراج زكاة الفطر في أول يوم العيد يعد بمثابة إظهار للتكافل الاجتماعي بين المسلمين، حيث أن الغني يخرج زكاة فطره عن نفسه وعن الفقير، مما يساهم في توزيع الثروة بين أفراد المجتمع الإسلامي.

– كما أن إخراج زكاة الفطر في أول يوم العيد يزيد من أواصر المحبة والألفة بين المسلمين، ويقوي شعورهم بالانتماء إلى الإسلام والمسلمين.

7. إظهار شعائر الإسلام أمام غير المسلمين:

– إن إخراج زكاة الفطر في أول يوم العيد من شأنه أن يظهر شعائر الإسلام أمام غير المسلمين، مما قد يثير فضولهم لمعرفة المزيد عن الإسلام ودعوته.

– كما أن إخراج زكاة الفطر في أول يوم العيد يعد بمثابة دعوة عملية وعملية إيجابية للإسلام، حيث أن الفقراء والمساكين الذين يستفيدون من زكاة الفطر قد يشعرون بالامتنان للمسلمين، مما قد يدفعهم إلى التعرف على الإسلام والانضمام إليه.

الخاتمة:

يجوز إخراج زكاة الفطر في أول يوم العيد، لما في ذلك من فوائد عديدة، منها تقديم البر وإدخال السرور على الفقراء والمساكين، وإظهار شعائر الإسلام والتأكيد على فضل الصدقة، وتجنب الزحام والتكدس، وتمكين الفقراء والمساكين من شراء احتياجاتهم قبل العيد، وتعويد المسلمين على الالتزام بالوقت المحدد لإخراج الزكاة، وإظهار التكافل الاجتماعي بين المسلمين، وإظهار شعائر الإسلام أمام غير المسلمين.