مقدمة
زكاة الفطر من العبادات المالية التي فرضها الله تعالى على المسلمين، وهي تُخرج عن كل نفس من المسلمين ليلة عيد الفطر، وذلك من أجل إعانة الفقراء والمحتاجين على الاحتفال بالعيد. وقد اختلف العلماء في جواز إخراج زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه، فذهب بعضهم إلى الجواز، وذهب آخرون إلى عدم الجواز.
الأدلة من السنة النبوية
وقد استدل من ذهب إلى جواز إخراج زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه بما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أدوا زكاة الفطر عن صبيانكم ونسائكم وخدمكم”. وقوله: “صبيانكم” يشمل الجنين في بطن أمه، لأن الجنين يعد من الصبيان، فقد قال الله تعالى: {وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا} [الكهف: 49].
الأدلة من أقوال الفقهاء
وقد ذهب جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة إلى جواز إخراج زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه، وذلك استناداً إلى الأحاديث النبوية الصحيحة التي وردت في فضل زكاة الفطر، ولأن الجنين يعد من أهل الزكاة، فهو نفس مسلمة، والزكاة تجب في أموال المسلمين.
حكمة إخراج زكاة الفطر عن الجنين
هناك حكمة في إخراج زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه، وذلك لأن الجنين يعد من أهل الزكاة، فهو نفس مسلمة، والزكاة تجب في أموال المسلمين. كما أن إخراج زكاة الفطر عنه يعتبر تبركاً له وإعانةً له على الاحتفال بالعيد.
من تجب عليه زكاة الفطر عن الجنين
تجب زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه على أبيه، وذلك لأنه هو المكلف بإعالته ونفقته. وإذا لم يكن للأب مال، فعلى الجد أو العصبة إخراج زكاة الفطر عنه.
وقت إخراج زكاة الفطر عن الجنين
يجب إخراج زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه في ليلة عيد الفطر أو يوم العيد قبل صلاة العيد. ويجوز إخراجها قبل ذلك بيوم أو يومين، وذلك من أجل التيسير على الناس.
كيفية إخراج زكاة الفطر عن الجنين
تُخرج زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه من طعام البلد الذي يقيم فيه الأب، وذلك بمقدار صاع من قوت أهل البلد، وهو ما يعادل كيلوغرامين وربع الكيلوغرام من القمح أو الشعير أو التمر أو الزبيب. ويجوز إخراج قيمتها نقداً إذا كان ذلك أيسر على الأب.
الخلاصة
يجوز إخراج زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه، وذلك استناداً إلى الأحاديث النبوية الصحيحة التي وردت في فضل زكاة الفطر، ولأن الجنين يعد من أهل الزكاة، فهو نفس مسلمة، والزكاة تجب في أموال المسلمين. وتُخرج زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه من طعام البلد الذي يقيم فيه الأب، وذلك بمقدار صاع من قوت أهل البلد، وهو ما يعادل كيلوغرامين وربع الكيلوغرام من القمح أو الشعير أو التمر أو الزبيب. ويجوز إخراج قيمتها نقداً إذا كان ذلك أيسر على الأب.