هل يجوز اخراج زكاة الفطر في بداية رمضان

هل يجوز اخراج زكاة الفطر في بداية رمضان

مقدمة:

زكاة الفطر هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي واجبة على كل مسلم بالغ عاقل حر، وتخرج في نهاية شهر رمضان المبارك قبل صلاة العيد. وقد اختلف أهل العلم في جواز إخراج زكاة الفطر في بداية رمضان، فمنهم من أجازه ومنهم من منعه. وفي هذا المقال، سنلقي الضوء على هذه المسألة بالتفصيل، ونبين الأدلة والأقوال المختلفة فيها.

الأدلة على جواز إخراج زكاة الفطر في بداية رمضان:

1. قول الله تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ﴾ [الأنفال: 41].

يدل ظاهر هذه الآية الكريمة على أن الغنيمة يجب إخراج خمسها لله تعالى ولرسوله واليتامى والمساكين وابن السبيل، وهذا هو عين زكاة الفطر، لأنها واجبة على المسلم لنفسه ولمن تلزمه نفقته، وهي تُخرج في نهاية شهر رمضان المبارك.

2. قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «أدوا زكاة الفطر قبل خروج الناس إلى الصلاة».

يدل هذا الحديث الشريف على أن زكاة الفطر تُخرج قبل خروج الناس إلى صلاة العيد، وهذا يشمل بداية رمضان.

3. إجماع الصحابة رضوان الله عليهم:

أجمع الصحابة رضوان الله عليهم على إخراج زكاة الفطر في بداية رمضان، وهذا يدل على أنه جائز شرعًا.

الأدلة على منع إخراج زكاة الفطر في بداية رمضان:

1. قول الله تعالى: ﴿وَإِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأحقاف: 15].

يدل ظاهر هذه الآية الكريمة على أن شكر النعمة يكون بعد بلوغ سن الأربعين، وهذا يشمل زكاة الفطر، لأنها من شكر النعمة.

2. قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا زكاة إلا بعد حول».

يدل هذا الحديث الشريف على أن الزكاة لا تُخرج إلا بعد مرور عام على ملكية المال، وهذا يشمل زكاة الفطر، لأنها من الزكاة.

3. قياس زكاة الفطر على زكاة المال:

زكاة المال لا تُخرج إلا بعد مرور عام على ملكية المال، فقاس بعض أهل العلم زكاة الفطر على زكاة المال، وقالوا إنه لا يجوز إخراجها قبل نهاية رمضان.

الراجح من أقوال أهل العلم:

الراجح من أقوال أهل العلم هو جواز إخراج زكاة الفطر في بداية رمضان، وذلك للأدلة الشرعية التي ذكرناها سابقًا.

شروط إخراج زكاة الفطر:

1. أن يكون المسلم بالغًا عاقلًا حرًا.

2. أن يملك المسلم ما يزيد عن حاجته الأساسية وحاجة من تلزمه نفقته لمدة يوم وليلة.

3. أن تكون زكاة الفطر من الطعام الذي يُؤكل في البلد، مثل القمح أو الأرز أو التمر أو الزبيب.

4. أن يُخرج المسلم زكاة الفطر قبل صلاة العيد.

حكمة إخراج زكاة الفطر:

1. تطهير الصيام من اللغو والرفث.

2. إدخال السرور على الفقراء والمساكين.

3. تحقيق التكافل الاجتماعي بين المسلمين.

الخلاصة:

يجوز إخراج زكاة الفطر في بداية رمضان، والأفضل إخراجها في آخر رمضان قبل صلاة العيد. وزكاة الفطر واجبة على كل مسلم بالغ عاقل حر، وتُخرج من الطعام الذي يُؤكل في البلد، ويُشترط أن يكون المسلم مالكًا لما يزيد عن حاجته الأساسية وحاجة من تلزمه نفقته لمدة يوم وليلة. وحكمة إخراج زكاة الفطر هي تطهير الصيام من اللغو والرفث، وإدخال السرور على الفقراء والمساكين، وتحقيق التكافل الاجتماعي بين المسلمين.

أضف تعليق