مقدمة:
زكاة الفطر من السنن المؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي واجبة على كل مسلم ومسلمة حر قادر، وتؤدى في آخر يوم من شهر رمضان قبل صلاة العيد، وقد اختلف العلماء في جواز إخراجها قبل العيد بيومين أم لا.
أولًا: أقوال العلماء في إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيومين:
1. ذهب الجمهور إلى أنه لا يجوز إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيومين، لأنها عبادة لها وقت محدد، وهو آخر يوم من شهر رمضان، وإخراجها قبل ذلك الوقت لا يبرئ الذمة.
2. وذهب بعض العلماء إلى أنه يجوز إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيومين، إذا كان الغرض من ذلك هو تسهيل أمر الفقراء والمساكين، وذلك ليتمكنوا من شراء ما يحتاجون إليه قبل حلول العيد.
3. وذهب بعض العلماء إلى أنه يجوز إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيومين، إذا كان الغرض من ذلك هو السفر خارج المدينة، وذلك ليتمكن من أداء الزكاة قبل السفر.
ثانيًا: أدلة الجمهور على عدم جواز إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيومين:
1. قال تعالى: ﴿وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾ [الأنعام: 141]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أدوا زكاة الفطر قبل خروج الناس إلى الصلاة»، فهذه النصوص تدل على أن زكاة الفطر تؤدى في يوم العيد.
2. إن إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيومين قد يؤدي إلى ضياعها أو تلفها، وذلك لأنها قد تتعرض للسرقة أو التلف بسبب سوء التخزين.
3. إن إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيومين قد يحرم الفقراء والمساكين من الاستفادة منها، وذلك لأنهم قد لا يتمكنون من الحصول عليها قبل حلول العيد.
ثالثًا: أدلة من يجيز إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيومين:
1. قال تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾ [الأنفال: 1]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يسروا ولا تعسروا»، فهذه النصوص تدل على أنه يجوز التيسير على الناس في أداء العبادات.
2. إن إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيومين قد يكون أسهل على بعض الناس، وذلك لأنهم قد لا يتمكنون من إخراجها في يوم العيد بسبب ظروف العمل أو السفر.
3. إن إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيومين قد يساعد الفقراء والمساكين على شراء ما يحتاجون إليه قبل حلول العيد.
رابعًا: الحكم الراجح في إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيومين:
الحكم الراجح في إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيومين هو أنه لا يجوز، وذلك لأن الأدلة الشرعية تدل على أن زكاة الفطر تؤدى في يوم العيد، وأن إخراجها قبل ذلك الوقت لا يبرئ الذمة.
خامسًا: الحكمة من إخراج زكاة الفطر في يوم العيد:
الحكمة من إخراج زكاة الفطر في يوم العيد هو إدخال السرور على الفقراء والمساكين، وذلك ليتمكنوا من شراء ما يحتاجون إليه قبل حلول العيد، وكذلك ليتمكنوا من الاحتفال بالعيد مع أسرهم وأطفالهم.
سادسًا: كيفية إخراج زكاة الفطر:
تُخرج زكاة الفطر من قوت البلد، ويُقدَّر صاع زكاة الفطر بصاع نبوي، وهو ما يعادل 2.5 كيلوغرامًا من القمح أو الأرز أو غيرهما من أقوات البلد.
سابعًا: الخاتمة:
زكاة الفطر عبادة عظيمة لها أجر كبير عند الله تعالى، وهي تؤدى في آخر يوم من شهر رمضان قبل صلاة العيد، ولا يجوز إخراجها قبل ذلك الوقت إلا في حالات الضرورة القصوى.