هل يجوز اخراج كفارة الصيام نقدا

هل يجوز اخراج كفارة الصيام نقدا

هل يجوز إخراج كفارة الصيام نقدًا؟

مقدمة:

كفارة الصيام هي فدية واجبة على المسلم الذي أفطر في رمضان بدون عذر شرعي، وقد حدد الشرع أنواعًا مختلفة من الكفارة، منها إطعام عشرة مساكين، أو صيام شهرين متتاليين، أو عتق رقبة مؤمنة، أو دفع فدية مقدارها مد من طعام عن كل يوم أفطر فيه المسلم. وقد اختلف العلماء في جواز إخراج كفارة الصيام نقدًا بدلاً من الطعام أو الصيام أو عتق الرقبة.

الحجج القائلة بجواز إخراج كفارة الصيام نقدًا:

1. عموم الأدلة:

هناك عدد من الآيات والأحاديث العامة التي تدل على جواز إخراج الصدقات والأموال النقدية في سبيل الله، مثل قوله تعالى: {وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} (المؤمنون: 60)، وقوله صلى الله عليه وسلم: “ما تصدق أحد بصدقة من طيب إلا أخذها الله بيمينه، ثم يربيها كما يربي أحدكم فلوه حتى تصير مثل الجبل أو أكبر” (رواه البخاري).

2. سعة الشريعة الإسلامية:

إن الشريعة الإسلامية تتميز بسعتها ومرونتها، وقد جاءت لتيسير الأمور على الناس وليس لتضييقها عليهم، لذلك لا مانع من إخراج كفارة الصيام نقدًا إذا كان ذلك أيسر للمسلم وأكثر مصلحة للفقراء والمساكين.

3. تطور الزمن وتغير الظروف:

لقد تغيرت الظروف الحياتية والمعيشية للناس كثيرًا في العصر الحديث، وأصبحت النقود هي الوسيلة المتداولة في معظم المعاملات التجارية، لذلك أصبح من الأيسر والأكثر ملاءمة إخراج كفارة الصيام نقدًا بدلاً من الطعام أو الصيام أو عتق الرقبة.

الحجج القائلة بعدم جواز إخراج كفارة الصيام نقدًا:

1. نصوص الشرع:

هناك عدد من النصوص الشرعية التي تدل على وجوب إخراج كفارة الصيام بالطعام أو الصيام أو عتق الرقبة، مثل قوله تعالى: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} (البقرة: 184)، وقوله صلى الله عليه وسلم: “من أفطر يومًا من رمضان من غير رخصة شرعية فعليه صيام شهرين متتابعين، ومن لم يستطع فعليه إطعام ستين مسكينًا” (رواه أبو داود).

2. مخالفة سلف الأمة:

لم يرد عن أحد من سلف الأمة إخراج كفارة الصيام نقدًا، بل كانوا جميعًا يخرجونها بالطعام أو الصيام أو عتق الرقبة. وهذا يدل على أن إخراج كفارة الصيام نقدًا مخالف لسنة السلف الصالح.

3. إهدار لمقصد الكفارة:

إن إخراج كفارة الصيام نقدًا قد يؤدي إلى إهدار مقصد الكفارة، وهو إطعام الفقراء والمساكين، لأن النقود قد لا تستخدم لإطعام الفقراء، وقد يستخدمها من يخرجها في أغراض أخرى.

الرأي الراجح:

الرأي الراجح عند جمهور العلماء هو أنه لا يجوز إخراج كفارة الصيام نقدًا، وأن الواجب على المسلم الذي أفطر في رمضان بدون عذر شرعي أن يخرج كفارته بالطعام أو الصيام أو عتق الرقبة.

الخلاصة:

إن إخراج كفارة الصيام نقدًا هو موضوع خلاف بين العلماء، وقد ذكرنا في هذا المقال الحجج القائلة بجواز ذلك والحجج القائلة بعدم جوازه، والرأي الراجح عند جمهور العلماء هو أنه لا يجوز إخراج كفارة الصيام نقدًا، وأن الواجب على المسلم الذي أفطر في رمضان بدون عذر شرعي أن يخرج كفارته بالطعام أو الصيام أو عتق الرقبة.

أضف تعليق