مقدمة:
العقيقة هي الذبيحة التي تُذبح عند ولادة المولود، وهي سنة مؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ورد في الحديث النبوي الشريف: “كل غلام مرهون بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويُحلق ويُسمى”. أما الأضحية فهي الذبيحة التي تُذبح أيام عيد الأضحى، وهي واجبة على كل مسلم مستطيع، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: “فصل لربك وانحر”.
هل يجوز الاشتراك في الأضحية بنية العقيقة؟
اختلف العلماء في حكم الاشتراك في الأضحية بنية العقيقة، فذهب جمهور الفقهاء إلى الجواز، وقالوا إنه لا حرج في ذلك، واستدلوا بقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “المشركتان في البقر والبعير تجزيان عن سبعة”.
أدلة جواز الاشتراك في الأضحية بنية العقيقة:
1- حديث المشركتان في البقر والبعير:
ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز الاشتراك في الأضحية بنية العقيقة، واستدلوا بحديث المشركتان في البقر والبعير، حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “المشركتان في البقر والبعير تجزيان عن سبعة”. وهذا الحديث يدل على جواز اشتراك سبعة أفراد في ذبيحة واحدة من البقر أو الإبل، وهذا يعني أن كل فرد منهم سيحصل على ثواب العقيقة.
2- حديث عائشة رضي الله عنها:
روى الإمام البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحي بكبشين أملحين، ويقول: اللهم تقبل من محمد وآل محمد، اللهم تقبل من أمة محمد”. وهذا الحديث يدل على أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يضحي بكبشين، وهذا يعني أنه كان يشارك في الأضحية مع غيره.
3- دليل القياس:
استدل جمهور الفقهاء على جواز الاشتراك في الأضحية بنية العقيقة بقياس الأضحية على العقيقة، حيث أن كلاهما ذبيحة شرعية، ولهما نفس الحكم من حيث كونها سنة مؤكدة.
أدلة عدم جواز الاشتراك في الأضحية بنية العقيقة:
1- حديث ابن عباس رضي الله عنه:
روى الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: “لا يجوز الاشتراك في العقيقة”. وهذا الحديث يدل على عدم جواز الاشتراك في العقيقة، وهذا يعني أنه لا يجوز الاشتراك في الأضحية بنية العقيقة.
2- حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه:
روى الإمام مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: “سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العقيقة، فقال: هي عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة”. وهذا الحديث يدل على أن العقيقة هي ذبيحة خاصة بالغلام والجارية، وهذا يعني أنه لا يجوز الاشتراك في العقيقة.
3- دليل القياس:
استدل بعض الفقهاء على عدم جواز الاشتراك في الأضحية بنية العقيقة بقياس العقيقة على الأضحية، حيث أن الأضحية هي ذبيحة خاصة بعيد الأضحى، وهذا يعني أنه لا يجوز الاشتراك في الأضحية بنية العقيقة.
الراجح في المسألة:
الراجح في المسألة هو جواز الاشتراك في الأضحية بنية العقيقة، وذلك للأدلة الواردة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك للأدلة القياسية.
خاتمة:
يجوز الاشتراك في الأضحية بنية العقيقة، وهذا يعني أنه يجوز للإنسان أن يشارك في ذبيحة الأضحية مع غيره من المسلمين، وينوي بذلك أن تكون هذه الذبيحة عقيقة لولده المولود.