هل يجوز السؤال عن شكل الله

هل يجوز السؤال عن شكل الله

هل يجوز السؤال عن شكل الله؟

مقدمة:

الإيمان بالله تعالى من أساسيات العقيدة الإسلامية، وقد حظي هذا الموضوع باهتمام كبير من علماء المسلمين، حيث تناولوه بالبحث والدراسة، وأفردوا له العديد من المؤلفات والكتب. ومن أهم المسائل التي تتعلق بالإيمان بالله تعالى، هي مسألة صفاته تعالى، ومن ضمن هذه الصفات هي صفة الشكل. فهل يجوز السؤال عن شكل الله تعالى؟

1. دلالة النصوص الشرعية:

وردت العديد من النصوص الشرعية التي تدل على أن الله تعالى ليس له شكل ولا صورة، ومن هذه النصوص:

أ. القرآن الكريم:

قال تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى: 11]، وقال تعالى: ﴿وَلَمْ يُكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 4].

ب. السنة النبوية:

روى الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله ليس بجسم ولا صورة، وليس له مثل ولا شبيه”.

2. أقوال العلماء:

اتفق العلماء على أنه لا يجوز السؤال عن شكل الله تعالى، لأن ذلك من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى. قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: “السؤال عن شكل الله تعالى من الأمور الغيبية التي لا يجوز السؤال عنها، لأن الله تعالى أخبر أنه ليس كمثله شيء”.

3. الحكمة من عدم جواز السؤال عن شكل الله تعالى:

إن الحكمة من عدم جواز السؤال عن شكل الله تعالى، هي أن الله تعالى غيب لا يدركه العقل البشري، ولأن السؤال عن شكله تعالى قد يؤدي إلى التشبيه والتجسيم، وهذا مناقض للتوحيد الذي هو أساس العقيدة الإسلامية.

4. آثار السؤال عن شكل الله تعالى:

إن السؤال عن شكل الله تعالى قد يؤدي إلى العديد من الآثار السلبية، ومنها:

أ. الوقوع في الشرك:

قد يؤدي السؤال عن شكل الله تعالى إلى الوقوع في الشرك، وذلك بالتشبيه والتجسيم، وهذا من أخطر أنواع الشرك.

ب. الإلحاد:

قد يؤدي السؤال عن شكل الله تعالى إلى الإلحاد، وذلك بالإنكار لوجود الله تعالى، أو بالقول بأنه غير قادر على الخلق والتدبير.

ج. الفتنة:

قد يؤدي السؤال عن شكل الله تعالى إلى الفتنة والاختلاف بين المسلمين، وذلك باختلافهم في الإجابة عن هذا السؤال.

5. الواجب على المسلم تجاه مسألة شكل الله تعالى:

الواجب على المسلم تجاه مسألة شكل الله تعالى، هو التسليم بأن الله تعالى ليس له شكل ولا صورة، وأن الإيمان به تعالى هو الإيمان بصفاته التي أخبر بها عن نفسه في كتابه الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، دون السؤال عن كيفيتها.

6. الرد على الشبهات التي تثار حول مسألة شكل الله تعالى:

هناك بعض الشبهات التي تثار حول مسألة شكل الله تعالى، ومنها:

أ. شبهة الآيات التي ورد فيها وصف الله تعالى بالأعضاء:

وردت بعض الآيات في القرآن الكريم التي ورد فيها وصف الله تعالى بالأعضاء، مثل قوله تعالى: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا﴾ [الفجر: 22]. وقد رد العلماء على هذه الشبهة بأن هذه الآيات وردت على سبيل المجاز، وليس على سبيل الحقيقة.

ب. شبهة الحديث الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن الله خلق آدم على صورته”:

ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن الله خلق آدم على صورته”. وقد رد العلماء على هذه الشبهة بأن هذا الحديث ضعيف السند، ولا يصح الاحتجاج به.

7. الخاتمة:

إن مسألة شكل الله تعالى من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى، ولا يجوز السؤال عنها لأن ذلك من الأمور التي نهى الله تعالى عنها. والواجب على المسلم التسليم بأن الله تعالى ليس له شكل ولا صورة، والإيمان بصفاته التي أخبر بها عن نفسه في كتابه الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، دون السؤال عن كيفيتها.

أضف تعليق