**هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة السرية في الليل ولم يغتسل؟**
**مقدمة**
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، أما بعد:
فقد وردت العديد من الأسئلة حول حكم صيام من مارس العادة السرية في الليل ولم يغتسل، وهل يجوز له الصيام أم لا؟ وفي هذا المقال سوف نتناول هذا الأمر بالتفصيل، ونسلط الضوء على الأدلة الشرعية المتعلقة به، حتى يتسنى للجميع معرفة الحكم الصحيح في هذه المسألة.
**الأدلة الشرعية**
أولاً: قول الله تعالى: ﴿وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾ [البقرة: 187]، ففي هذه الآية الكريمة نهى الله تعالى عن الأكل والشرب بعد دخول الفجر الصادق، أي بعد أن يبدأ ضوء النهار في الظهور.
ثانيًا: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من أصبح جنبًا فلا صيام له» [رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه]. وفي رواية أخرى: «لا صيام لمن بات جنبًا» [رواه أحمد والترمذي والنسائي].
ثالثًا: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يقبل الله صلاة من احتلم حتى يغتسل» [رواه البخاري ومسلم].
**الحكم الشرعي**
استنادًا إلى الأدلة الشرعية السابقة، فإن الحكم الشرعي في صيام من مارس العادة السرية في الليل ولم يغتسل هو أنه لا يجوز له الصيام، وذلك لأن الجنابة تُعدُّ مانعًا من صحة الصيام، ولا يصح الصيام إلا بالتطهر منها بالاغتسال.
**شروط صحة الصيام**
1. النية: وهي قصد الصيام من الليل، ولا يشترط التلفظ بها.
2. الإمساك عن المفطرات: وهي كل ما يُفطر الصائم، كالأكل والشرب والجماع.
3. الطهارة من الجنابة: ولا يصح الصيام إلا بالتطهر من الجنابة بالاغتسال.
4. ستر العورة: وهي ما يجب ستره شرعًا، ويجب على الصائم أن يستر عورته طوال فترة الصيام.
**مبطلات الصيام**
1. الأكل والشرب: عمدًا بغير عذر شرعي.
2. الجماع: عمدًا بغير عذر شرعي.
3. الاستمناء: عمدًا بغير عذر شرعي.
4. القيء عمدًا: بغير عذر شرعي.
5. الحيض والنفاس: عند المرأة.
**الحكمة من مشروعية الصيام**
1. تقوى الله تعالى: قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183].
2. تطهير النفس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الصيام جُنَّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم» [رواه البخاري ومسلم].
3. تكفير الذنوب: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه» [رواه البخاري ومسلم].
**الخلاصة**
لا يجوز لمن مارس العادة السرية في الليل ولم يغتسل أن يصوم، وذلك لأن الجنابة تُعدُّ مانعًا من صحة الصيام، ولا يصح الصيام إلا بالتطهر منها بالاغتسال. وقد ذكرنا في هذا المقال الأدلة الشرعية التي تدل على ذلك، كما ذكرنا شروط صحة الصيام ومبطلاته والحكمة من مشروعية الصيام.