هل يجوز الصيام في رجب

مقدمة

صيام رجب من الموضوعات التي أثارت جدلاً واسعاً بين المسلمين، فهناك من يرى أنه سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، بينما يرى آخرون أنه ليس من السنة، وأن صيامه بدعة لا أصل لها في الإسلام. وفي هذا المقال، سنتناول حكم صيام رجب بشيء من التفصيل، مستعرضين الأدلة الشرعية الواردة في هذا الباب، ومناقشة أقوال العلماء فيه.

أدلة مشروعية صيام رجب

اختلف العلماء في مشروعية صيام رجب إلى ثلاثة أقوال:

القول الأول: استحباب صيامه، وهو مذهب الحنفية والشافعية والحنابلة.

القول الثاني: كراهة صيامه، وهو مذهب مالك.

القول الثالث: تحريم صيامه، وهو قول بعض السلف.

أدلة القائلين باستحباب صيامه

1. ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “صيام ثلاثة أيام من كل شهر، صيام الدهر، وصيام رجب، وشعبان، ورمضان”.

2. ما ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من رجب ما لا يصوم من غيره”.

3. ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم رجب كله”.

أدلة القائلين بكراهة صيامه

1. ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا تصوموا رجب، فإنه شهر مضر”.

2. ما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام رجب”.

3. ما ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: “لا تصوموا رجب، فإنه شهر الله، ولا تصوموا شعبان، فإنه شهر الرسول”.

أدلة القائلين بتحريم صيامه

1. ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من صام رجب فكأنما عبد الطاغوت”.

2. ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: “من صام رجب مات كافراً”.

3. ما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: “من صام رجب حشره الله مع اليهود والنصارى”.

الرد على أدلة القائلين بكراهة صيامه أو تحريمه

1. حديث: “لا تصوموا رجب، فإنه شهر مضر” ضعيف لا يصح الاستدلال به.

2. حديث: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام رجب” ضعيف لا يصح الاستدلال به.

3. حديث: “لا تصوموا رجب، فإنه شهر الله، ولا تصوموا شعبان، فإنه شهر الرسول” ضعيف لا يصح الاستدلال به.

4. حديث: “من صام رجب فكأنما عبد الطاغوت” موضوع لا أصل له في السنة.

5. حديث: “من صام رجب مات كافراً” موضوع لا أصل له في السنة.

6. حديث: “من صام رجب حشره الله مع اليهود والنصارى” موضوع لا أصل له في السنة.

حكم صيام رجب في المذاهب الفقهية الأربعة

المذهب الحنفي: استحباب صيام رجب.

المذهب المالكي: كراهة صيام رجب.

المذهب الشافعي: استحباب صيام رجب.

المذهب الحنبلي: استحباب صيام رجب.

الخلاصة

وردت أحاديث كثيرة في فضل صيام رجب، لكن هذه الأحاديث ضعيفة لا يصح الاستدلال بها. كما أن الأحاديث الواردة في النهي عن صيام رجب ضعيفة أيضاً لا يصح الاستدلال بها. وبناءً على ذلك، فإن حكم صيام رجب هو الاستحباب، وهو مذهب الحنفية والشافعية والحنابلة. أما المالكية فيكرهون صيام رجب، وهو قول بعض السلف.