هل يجوز الصيد في الاشهر الحرم

هل يجوز الصيد في الاشهر الحرم

هل يجوز الصيد في الأشهر الحرم..؟

المقدمة:

الأشهر الحرم هي أربعة أشهر من السنة الهجرية، وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب، وقد حرم الله فيها القتال والصيد والظلم والعدوان، وقد جاء ذلك في قوله تعالى: “إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم” صدق الله العظيم.

1. حرمة الصيد في الأشهر الحرم:

حرم الله الصيد في الأشهر الحرم, لقوله تعالى: “يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون”.

يحرم صيد جميع الحيوانات البرية والبحرية في الأشهر الحرم، سواء كان الصيد بقصد الأكل أو غيره، وقد جاء ذلك في قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم”.

ويدخل في حرمة الصيد في الأشهر الحرم صيد الطيور والحيوانات البرية الأخرى، وكذلك صيد الأسماك والحيوانات البحرية الأخرى.

2. عقوبة الصيد في الأشهر الحرم:

من يصطاد في الأشهر الحرم يعاقب شرعًا، وقد جاء ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: “من قتل صيدًا في حرم مكة فجزاؤه مثل ما قتل من النعم، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين”.

وتكون عقوبة الصيد في الأشهر الحرم مضاعفة إذا كان الصيد من الحيوانات المحرمة، وقد جاء ذلك في قوله تعالى: “ومن قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا”.

وقد روى الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “من قتل صيدًا في الحرم فعليه بدنة، فإن لم يجد فبقرة، فإن لم يجد فشاة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين”.

3. الحكمة من حرمة الصيد في الأشهر الحرم:

حرم الله الصيد في الأشهر الحرم لحكمة عظيمة، وهي أن هذه الأشهر هي أشهر عبادة وإخلاص لله تعالى، وقد جاء ذلك في قوله تعالى: “وإذا حللتم فاصطادوا ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين”.

ولأن الأشهر الحرم هي أشهر سلام وأمان، وقد جاء ذلك في قوله تعالى: “شهر حرام بشهر حرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين”.

كما أن الأشهر الحرم هي أشهر رزق وبركة، وقد جاء ذلك في قوله تعالى: “هو الذي جعل لكم الليل والنهار والبصر والسمع والأفئدة لعلكم تشكرون”.

4. استثناءات حرمة الصيد في الأشهر الحرم:

يجوز الصيد في الأشهر الحرم في حالات الضرورة القصوى، مثل الجوع الشديد الذي لا يمكن دفعه إلا بالصيد، وقد جاء ذلك في قوله تعالى: “يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما يمسكن لكن واذكروا اسم الله عليه واتقوا الله إن الله سريع الحساب”.

ويجوز الصيد في الأشهر الحرم أيضًا في حالة الدفاع عن النفس أو الدفاع عن المال، وقد جاء ذلك في قوله تعالى: “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين”.

ويجوز الصيد في الأشهر الحرم أيضًا في حالة إتلاف الحيوانات للزرع أو الثمار، وقد جاء ذلك في قوله تعالى: “وما أنفقتم من شيء فهو خلفه وهو خير الرازقين”.

5. فضل الصيد في الأشهر الحرم:

الصيد في الأشهر الحرم له فضل عظيم، وقد جاء ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: “من قتل صيدًا في حرم مكة فجزاؤه مثل ما قتل من النعم، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، وإن وجد وفدى به، ولا يجزئ إلا مثله أو ما هو خير منه”.

ويكون فضل الصيد في الأشهر الحرم أعظم إذا كان الصيد من الحيوانات المباحة، وقد جاء ذلك في قوله تعالى: “وإذا حللتم فاصطادوا ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين”.

كما أن الصيد في الأشهر الحرم يكون له فضل عظيم إذا كان الصيد بقصد التصدق به على الفقراء والمساكين، وقد جاء ذلك في قوله تعالى: “وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرًا”.

6. متى تنتهي حرمة الصيد في الأشهر الحرم:

تنتهي حرمة الصيد في الأشهر الحرم بانتهاء الشهر الحرام، وقد جاء ذلك في قوله تعالى: “وإذا حللتم فاصطادوا”.

ويجوز الصيد في الأشهر الحرم بعد حلول الشهر الحلال، وذلك بعد غروب شمس اليوم الأخير من الشهر الحرام، وقد جاء ذلك في قوله تعالى: “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون”.

ويجوز الصيد في الأشهر الحرم بعد حلول الشهر الحلال، وذلك في أي وقت من اليوم أو الليل، وقد جاء ذلك في قوله تعالى: “فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد”.

الخاتمة:

الأشهر الحرم هي أشهر عبادة وإخلاص لله تعالى، وقد حرم الله فيها القتال والصيد والظلم والعدوان، وقد جاء ذلك في قوله تعالى: “إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم” صدق الله العظيم.

وقد وردت أحاديث كثيرة تحذر من الصيد في الأشهر الحرم، ومن هذه الأحاديث ما رواه الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “من قتل صيدًا في الحرم فعليه بدنة، فإن لم يجد فبقرة، فإن لم يجد فشاة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين”.

لذلك، يجب على المسلمين الالتزام بحرمة الصيد في الأشهر الحرم، وعدم مخالفة أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.

أضف تعليق