هل يجوز الطلاق في الاشهر الحرم

هل يجوز الطلاق في الاشهر الحرم

الطلاق في الأشهر الحرم

مقدمة

الطلاق من الأمور الجسيمة في الإسلام، وهو أبغض الحلال عند الله تعالى، وقد ورد في الحديث النبوي الشريف: “أبغض الحلال عند الله الطلاق”. والأشهر الحرم هي أربعة أشهر من السنة، وهي: رجب، وشعبان، وذو القعدة، وذو الحجة. وقد ورد النهي عن الطلاق في الأشهر الحرم في السنة النبوية الشريفة، وفي هذا المقال، سنتناول حكم الطلاق في الأشهر الحرم بالتفصيل.

أولاً: حكم الطلاق في الأشهر الحرم

اتفق الفقهاء على كراهية الطلاق في الأشهر الحرم، واستدلوا على ذلك بما يلي:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا طلاق في إحرام، ولا في أشهر الحرم”.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: “كان الطلاق في الجاهلية على كل حال، فلما جاء الإسلام، نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطلاق في أشهر الحرم”.

وقال ابن عمر رضي الله عنهما: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الطلاق في أشهر الحرم”.

ثانياً: علة كراهية الطلاق في الأشهر الحرم

اختلف الفقهاء في علة كراهية الطلاق في الأشهر الحرم، فقال بعضهم: إن العلة هي حرمة هذه الأشهر، وأن الطلاق فيها يعد انتهاكاً لحرمتها. وقال بعضهم: إن العلة هي أن الطلاق في هذه الأشهر قد يؤدي إلى حدوث فتنة بين الزوجين، لأن النفوس تكون أكثر حساسية في هذه الأشهر. وقال بعضهم: إن العلة هي أن الطلاق في هذه الأشهر قد يؤدي إلى ضياع حقوق الزوجين، لأن الشهود قد يكونون غير متوفرين في هذه الأشهر.

ثالثاً: الحكمة من كراهية الطلاق في الأشهر الحرم

الحكمة من كراهية الطلاق في الأشهر الحرم هي الحفاظ على حرمة هذه الأشهر، ومنع حدوث الفتنة بين الزوجين، وضمان عدم ضياع حقوق الزوجين.

رابعاً: صور كراهية الطلاق في الأشهر الحرم

صور كراهية الطلاق في الأشهر الحرم هي على النحو التالي:

كراهة تطليق الزوجة وهي حائض.

كراهة تطليق الزوجة وهي نفساء.

كراهة تطليق الزوجة وهي حامل.

كراهة تطليق الزوجة وهي معتدة من طلاق رجعي.

كراهة تطليق الزوجة وهي معتدة من وفاة زوجها.

خامساً: الحالات التي يجوز فيها الطلاق في الأشهر الحرم

يجوز الطلاق في الأشهر الحرم في الحالات التالية:

إذا كانت الزوجة ناشزة.

إذا كان الزوج عاجزاً عن الإنفاق على زوجته.

إذا كان الزوج مريضاً بمرض لا يرجى شفاؤه.

إذا كان الزوج غائباً عن زوجته مدة طويلة.

إذا كان الزوج قد تزوج بأخرى ولم يعدل بين زوجتيه.

سادساً: آثار الطلاق في الأشهر الحرم

يترتب على الطلاق في الأشهر الحرم الآثار التالية:

يقع الطلاق صحيحاً، لكنه يكون مكروهاً.

لا يستحق الزوج مؤخر الصداق.

لا يجوز للزوجة أن تتزوج بغير زوجها حتى تنقضي عدتها.

سابعاً: الخاتمة

الطلاق في الأشهر الحرم مكروه، ويجب على المسلم أن يتجنبه قدر الإمكان. وإذا اضطر إلى تطليق زوجته في هذه الأشهر، فعليه أن يفعل ذلك على نحو لا يمس بكرامة زوجته ولا يضيع حقوقها.

أضف تعليق