هل يجوز القراءة مع الإمام في الصلاة

هل يجوز القراءة مع الإمام في الصلاة

هل يجوز القراءة مع الإمام في الصلاة

مقدمة:

الصلاة هي ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي عماد الدين، وهي صلة العبد بربه، وهي مناجاة بين العبد وربه. وقد فرضها الله تعالى على المسلمين خمس مرات في اليوم والليلة. والصلاة لها آداب وشروط وأركان، ومن أهم شروطها قراءة سورة الفاتحة في كل ركعة. فهل يجوز القراءة مع الإمام في الصلاة؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.

هل يجوز القراءة مع الإمام في الصلاة؟

ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه لا يجوز القراءة مع الإمام في الصلاة سواء كانت القراءة سرية أو جهرية، أي بصوت مسموع. واستدلوا على ذلك بما يلي:

الأدلة من السنة النبوية:

1. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بنا، فقرأ سورة القدر، فقرأ رجل خلفه مثله، وبعد الصلاة قال: أيكم قرأ كذا وكذا؟ فقال الرجل: أنا، فقال: لا عليك، لولا أنك قد سبقتني لكنت إمامًا” (رواه أبو داود).

2. عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بنا، فقرأ سورة البقرة، فقرأ رجل خلفه مثله، فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أتقنتها يا أبا أمامة؟ قال: نعم، قال: لا عليك، إن كنت تريد أن تقرأ فلا تقرأ معي” (رواه أبو داود).

الأدلة من أقوال الصحابة والتابعين:

1. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “لا تقرأوا مع إمامكم، فإن الإمام إنما أُقيم ليقرأ عليكم” (رواه البخاري).

2. وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه: “لا تقرأوا مع إمامكم شيئًا من القرآن” (رواه البخاري).

3. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “إنما أُقيم الإمام ليقرأ عليكم، فلا تقرأوا معه شيئًا من القرآن” (رواه البخاري).

الأدلة العقلية:

1. إن القراءة مع الإمام تشتت انتباه المأمومين وتمنعهم من متابعة الإمام في قراءته، مما يؤدي إلى إفساد الصلاة.

2. إن القراءة مع الإمام تمنع الإمام من التركيز في قراءته، مما قد يؤدي إلى أخطاء في القراءة.

3. إن القراءة مع الإمام تجعل الصلاة طويلة وتأخذ وقتًا طويلاً، وهذا قد يكون مرهقًا للمأمومين.

متى يجوز القراءة مع الإمام في الصلاة؟

يجوز القراءة مع الإمام في بعض الحالات، منها:

1. إذا كان الإمام يسرع في قراءته أو يخطئ كثيرًا في قراءته، فيجوز للمأموم أن يقرأ معه للإبقاء على صلاته صحيحة.

2. إذا كان الإمام يقرأ في صلاة التراويح أو التهجد، فيجوز للمأموم أن يقرأ معه من باب التطوع.

3. إذا كان الإمام يصلي وحده، فيجوز للمأموم أن يقرأ معه من باب المؤانسة.

أحكام القراءة مع الإمام في الصلاة:

إذا قرأ المأموم مع الإمام في الحالات التي يجوز فيها ذلك، فيجب عليه أن يقرأ سرًا وأن لا يجهر بصوته.

إذا قرأ المأموم مع الإمام في الحالات التي لا يجوز فيها ذلك، فيجب عليه أن يتوقف عن القراءة فورًا.

إذا قرأ المأموم مع الإمام في الحالات التي يجوز فيها ذلك، ولكن جهر بصوته، فيجب عليه أن يخفض صوته حتى لا يشتت انتباه المأمومين الآخرين.

آثار القراءة مع الإمام في الصلاة:

إذا قرأ المأموم مع الإمام في الحالات التي يجوز فيها ذلك، فإن صلاته تكون صحيحة.

إذا قرأ المأموم مع الإمام في الحالات التي لا يجوز فيها ذلك، فإن صلاته تكون باطلة.

إذا قرأ المأموم مع الإمام في الحالات التي يجوز فيها ذلك، ولكن جهر بصوته، فإن صلاته تكون صحيحة ولكنها مكروهة.

الخلاصة:

يجوز القراءة مع الإمام في الصلاة في بعض الحالات، منها إذا كان الإمام يسرع في قراءته أو يخطئ كثيرًا في قراءته، أو إذا كان الإمام يقرأ في صلاة التراويح أو التهجد، أو إذا كان الإمام يصلي وحده. وفي هذه الحالات يجب على المأموم أن يقرأ سرًا وأن لا يجهر بصوته. أما إذا قرأ المأموم مع الإمام في الحالات التي لا يجوز فيها ذلك، فإن صلاته تكون باطلة.

أضف تعليق