هل يجوز الوضوء بالجوارب

هل يجوز الوضوء بالجوارب

الوضوء بالجوارب: هل يجوز؟

مقدمة

الوضوء من أهم أركان الصلاة، وهو شرط لصحتها. وقد حدد الشرع الإسلامي كيفية الوضوء، والتي تشمل غسل الوجه واليدين والرجلين. ولكن ماذا عن الوضوء بالجوارب؟ هل يجوز ذلك؟ هذا ما سنجيب عليه في هذا المقال.

أقوال العلماء في حكم الوضوء بالجوارب

اختلف العلماء في حكم الوضوء بالجوارب، فمنهم من أجازه ومنهم من منعه.

أولاً: من أجاز الوضوء بالجوارب

استدل المجيزون للوضوء بالجوارب بعدة أدلة، منها:

حديث عائشة رضي الله عنها قالت: “أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الخفين”.

حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: “أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الجوربين”.

القياس على مسح الخفين، حيث أن الجوارب تشبه الخفين في كونها ساترة للقدمين.

ثانيًا: من منع الوضوء بالجوارب

استدل المانعون للوضوء بالجوارب بعدة أدلة، منها:

حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يقبل الله صلاة من رجل توضأ ولم يمسح على العقبين”.

حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: “أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من توضأ فليبلغ الماء العقبين”.

القياس على غسل الرجلين، حيث أن الجوارب تمنع الماء من الوصول إلى الرجلين.

حكم الوضوء بالجوارب عند المذاهب الأربعة

اختلف المذاهب الأربعة في حكم الوضوء بالجوارب، وذلك على النحو التالي:

الحنفية: يجوز الوضوء بالجوارب إذا كانت ساترة للقدمين ومصنوعة من جلد أو قماش سميك.

المالكية: لا يجوز الوضوء بالجوارب مطلقًا.

الشافعية: يجوز الوضوء بالجوارب إذا كانت ساترة للقدمين ومصنوعة من جلد أو قماش سميك، ولكن لا يجوز مسح الجوربين.

الحنابلة: لا يجوز الوضوء بالجوارب مطلقًا.

شروط الوضوء بالجوارب

إذا جاز الوضوء بالجوارب، فيشترط لصحة الوضوء ما يلي:

أن تكون الجوارب ساترة للقدمين.

أن تكون الجوارب مصنوعة من جلد أو قماش سميك.

ألا يكون هناك حائل بين الجوارب والجلد.

أن يكون الماء طاهرًا.

أن يكون الماء مباحًا.

أن ينوي المصلي الوضوء.

أحكام الوضوء بالجوارب

إذا توضأ المصلي بالجوارب، فيترتب على ذلك ما يلي:

يصح الوضوء بالجوارب، ويجوز للمصلي أداء الصلاة.

لا يجوز للمصلي مسح الجوارب.

إذا خلع المصلي الجوارب بعد الوضوء، فيجب عليه أن يعيد الوضوء.

إذا تيمم المصلي بعد الوضوء بالجوارب، فيجوز له أداء الصلاة، ولكن يجب عليه أن يعيد الوضوء إذا أراد أداء صلاة أخرى.

الخاتمة

اختلف العلماء في حكم الوضوء بالجوارب، فمنهم من أجازه ومنهم من منعه. وقد ذكرنا في هذا المقال أدلة المجيزين والمانعين، وكذلك حكم الوضوء بالجوارب عند المذاهب الأربعة وشروطه وأحكامه. وفي النهاية، فإن الحكم في هذه المسألة هو اجتهاد، ولا يجب على المسلم أن يتبع مذهبًا معينًا، بل عليه أن يتبع ما يطمئن إليه قلبه.

أضف تعليق