المقدمة:
صيام الست من شوال من السنن المؤكدة التي حثّ عليها النبي -صلّى الله عليه وسلم-، وقد اختلف أهل العلم في جواز بدايته يوم الجمعة، فمنهم من أجازه ومنهم من كرهه، وفي هذا المقال سنناقش حكم صيام الست من شوال يوم الجمعة أدلة الفريقين والراجح من أقوالهم.
أدلة جواز صيام الست من شوال يوم الجمعة:
1. عدم وجود نص صحيح يحرم صيام يوم الجمعة: لم يرد أي نص صحيح عن النبي -صلّى الله عليه وسلم- أو عن الصحابة الكرام ينهى عن صيام يوم الجمعة مطلقًا، وهذا يدل على جواز صيام أي يوم من أيام الأسبوع، بما في ذلك يوم الجمعة.
2. جواز صيام أيام النفل كلها: إن صيام النفل جائز في كل أيام الأسبوع، ولا يوجد يوم محدد يحرم صيامه، وقد ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلم- أنه قال: “صوموا من كل شهر ثلاثة أيام، فإن الحسنة بعشر أمثالها، وذلك صيام الدهر كله” وهذا الحديث يدل على جواز صيام أي يوم من أيام الشهر، بما في ذلك يوم الجمعة.
3. العمل بالرخص الشرعية: إن الرخصة الشرعية هي التسهيل في الأحكام الشرعية، وذلك من أجل تيسير العبادة على المكلفين، وقد ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلم- أنه قال: “إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه”، وهذا يدل على أن العمل بالرخص الشرعية جائز ومستحب، ومن ذلك جواز صيام يوم الجمعة.
أدلة كراهية صيام الست من شوال يوم الجمعة:
1. حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه: عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال: “نهى رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- عن صيام يوم الجمعة إلا فيما افترض، وقال: ذلك يوم عيد للمسلمين”.
2. حديث أبي هريرة رضي الله عنه: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “نهى رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- عن صيام يوم الجمعة إلا وصلا”.
3. حديث ابن عباس رضي الله عنهما: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “نهى رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- عن صيام يوم الجمعة إلا من صام قبله يومًا أو بعده يومًا”.
الراجح من أقوال أهل العلم:
الراجح من أقوال أهل العلم هو كراهة صيام يوم الجمعة منفردًا، وذلك لما ورد من أحاديث النهي عن صيام يوم الجمعة منفردًا، أما إذا صام المسلم يومًا قبله أو بعده فلا كراهة في ذلك، وذلك لأن صيام يوم الجمعة منفردًا قد يشعر بخصوصية هذا اليوم وفضله على غيره من الأيام، وهذا قد يؤدي إلى الغلو في التعبد، وقد ينافي حكمته من كونه يوم عيد للمسلمين.
متى يبدأ صيام الست من شوال؟
يبدأ صيام الست من شوال بعد يوم عيد الفطر، أي في اليوم السابع من شهر شوال، وينتهي في اليوم الثاني عشر من شهر شوال، ويجوز للمسلم أن يبدأ صيام الست من شوال في أي يوم من أيام الأسبوع، إلا يوم الجمعة، وذلك لما ورد من أحاديث النهي عن صيام يوم الجمعة منفردًا.
ما هي السنن المستحبة في صيام الست من شوال؟
هناك بعض السنن المستحبة في صيام الست من شوال، منها:
1. الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار.
2. قراءة القرآن الكريم وتلاوته.
3. الإحسان إلى الفقراء والمساكين.
4. صلة الرحم وصلة الأصدقاء.
5. التصدق على المحتاجين.
فضل صيام الست من شوال:
لصيام الست من شوال فضل عظيم، فقد ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلم- أنه قال: “من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال، فكأنما صام الدهر كله”، وهذا الحديث يدل على أن صيام الست من شوال يكفر ذنوب سنة كاملة، ويجبر ما قد يكون نقص من صيام رمضان.
الخاتمة:
في نهاية هذا المقال، نخلص إلى أن صيام الست من شوال من السنن المؤكدة التي حثّ عليها النبي -صلّى الله عليه وسلم-، وقد اختلف أهل العلم في جواز بدايته يوم الجمعة، فمنهم من أجازه ومنهم من كرهه، والراجح من أقوالهم هو كراهة صيام يوم الجمعة منفردًا، وذلك لما ورد من أحاديث النهي عن صيام يوم الجمعة منفردًا، أما إذا صام المسلم يومًا قبله أو بعده فلا كراهة في ذلك، ويبدأ صيام الست من شوال بعد يوم عيد الفطر، أي في اليوم السابع من شهر شوال، وينتهي في اليوم الثاني عشر من شهر شوال، وهناك بعض السنن المستحبة في صيام الست من شوال، منها الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار، وقراءة القرآن الكريم وتلاوته، والإحسان إلى الفقراء والمساكين، وصلة الرحم وصلة الأصدقاء، والتصدق على المحتاجين، ولصيام الست من شوال فضل عظيم، فقد ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلم- أنه قال: “من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال، فكأنما صام الدهر كله”.