حكم صيام الست من شوال قبل القضاء عند المالكية

حكم صيام الست من شوال قبل القضاء عند المالكية

مقدمة

صيام الست من شهر شوال هو أحد السنن المؤكدة عند المسلمين، وهو مستحب بعد صيام شهر رمضان مباشرةً، وذلك لما ورد عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: “مَن صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر” (رواه مسلم).

حكم صيام الست من شوال عند المالكية

اتفق المالكية على مشروعية صيام الست من شوال، إلا أنهم اختلفوا في حكم صيامه قبل قضاء فوائت رمضان:

1. مذهب ابن القاسم

يرى ابن القاسم أنه لا يجوز صيام الست من شوال قبل قضاء فوائت رمضان، مستدلاً بما يلي:

أن صيام رمضان فرض، وصيام الست من شوال سنة، والواجب تقديم الفرض على السنة.

أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – لم يصم الست من شوال في السنة التي كان يصوم فيها قضاء رمضان.

2. مذهب سحنون

يقول سحنون أنه يجوز صيام الست من شوال قبل قضاء فوائت رمضان، مستدلاً بما يلي:

أن صيام الست من شوال سنة مؤكدة، ولا ينبغي تركها بسبب قضاء الفوائت.

أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يصوم صيام التطوع وهو عليه صيام رمضان، ولم ينكر عليه أحد ذلك.

3. مذهب ابن عبد الحكم

يرى ابن عبد الحكم أنه يجوز صيام الست من شوال قبل قضاء فوائت رمضان، لكن الأفضل هو قضاء الفوائت أولاً ثم صيام الست من شوال بعد ذلك، مستدلاً بما يلي:

أن صيام الست من شوال سنة مؤكدة، لكنها ليست من الواجبات، ولا ينبغي تركها بسبب قضاء الفوائت.

أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يصوم صيام التطوع وهو عليه صيام رمضان، ولم ينكر عليه أحد ذلك.

4. الراجح من أقوال المالكية

الراجح من أقوال المالكية هو أنه يجوز صيام الست من شوال قبل قضاء فوائت رمضان، لكن الأفضل هو قضاء الفوائت أولاً ثم صيام الست من شوال بعد ذلك، وذلك لسببين:

أن صيام رمضان فرض، وصيام الست من شوال سنة، والواجب تقديم الفرض على السنة.

أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يصوم صيام التطوع وهو عليه صيام رمضان، ولم ينكر عليه أحد ذلك، لكن الأفضل هو قضاء الفوائت أولاً ثم صيام صيام التطوع بعد ذلك.

5. الحكمة من صيام الست من شوال

وردت أحاديث كثيرة توضح فضل صيام الست من شوال، منها:

عن أبي أيوب الأنصاري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “مَن صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر” (رواه مسلم).

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “صيام ستة أيام من شوال كصيام الدهر” (رواه النسائي وابن ماجه).

عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “صيام ستة أيام من شوال يكفر ما كان من الذنوب في رمضان” (رواه أحمد والترمذي).

6. فضل صيام الست من شوال

لصيام الست من شوال فضل عظيم، من أهمها:

يكفر ذنوب سنة كاملة.

يعتبر كصيام الدهر.

يكمل صيام رمضان وينوب عن النواقص والخلل الذي قد يكون وقع فيه الصائم أثناء صيام رمضان.

7. شروط صيام الست من شوال

صحة صيام الست من شوال مشروط بأن يكون الصائم قد صام شهر رمضان كاملاً، وأن يكون قد قضى أي فوائت عليه من رمضان قبل أن يصوم الست من شوال.

الخاتمة

صيام الست من شوال من السنن المؤكدة عند المسلمين، ويجوز صيامه قبل قضاء فوائت رمضان، لكن الأفضل هو قضاء الفوائت أولاً ثم صيام الست من شوال بعد ذلك، وذلك لسببين: أن صيام رمضان فرض، وصيام الست من شوال سنة، والواجب تقديم الفرض على السنة.

أضف تعليق