هل يجوز تهنئة المسيحيين بأعيادهم الشعراوي

هل يجوز تهنئة المسيحيين بأعيادهم الشعراوي

المقدمة:

إن المسيحية هي إحدى الديانات السماوية الثلاث، وينتشر أتباعها في جميع أنحاء العالم، ويحتفلون بأعياد خاصة بهم، مثل عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية وعيد الفصح. ويناقش هذا المقال حكم تهنئة المسيحيين بأعيادهم من وجهة نظر الشيخ محمد متولي الشعراوي، أحد أبرز علماء الدين الإسلامي في القرن العشرين.

هل يجوز تهنئتهم بأعيادهم؟

يجوز للمسلمين تهنئة المسيحيين بأعيادهم، وذلك استنادًا إلى قوله تعالى: “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”، وقوله عليه الصلاة والسلام: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه”.

رأي الشعراوي:

أجاز الشيخ محمد متولي الشعراوي للمسلمين تهنئة المسيحيين بأعيادهم، واستند في ذلك إلى عدة أدلة، منها:

القرآن الكريم: حيث قال تعالى: “ولا تنسوا الفضل بينكم”، وهذا يدل على أن المسلمين ملزمون بالإحسان إلى غير المسلمين، وبالتالي فيجوز لهم تهنئتهم بأعيادهم.

السنة النبوية: حيث روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من أحب أن ينام نومة طيبة فليحسن جواره”، وهذا يدل على أن المسلمين ملزمون بالإحسان إلى جيرانهم، وبالتالي فيجوز لهم تهنئتهم بأعيادهم.

العقل: حيث إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم من باب الإحسان إليهم، والإحسان من الأخلاق الحميدة التي أمر بها الإسلام.

موقف علماء المسلمين:

اتفق جمهور علماء المسلمين على جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم، وذلك استنادًا إلى الأدلة الشرعية والعقلية السابقة، ومن بين هؤلاء العلماء:

– الإمام النووي: قال في كتابه “المجموع شرح المهذب”: “يجوز للمسلم أن يهنئ النصراني بعيده”.

– الإمام ابن قدامة: قال في كتابه “المغني”: “يجوز للمسلم أن يهنئ النصراني بعيده ما لم يخصه بشيء من شعاراتهم”.

– الإمام ابن تيمية: قال في كتابه “منهاج السنة”: “يجوز للمسلم أن يهنئ النصراني بعيده، ولا بأس أن يقول له: عيد مبارك ونحو ذلك”.

حكم تهنئتهم في بعض الحالات:

يجوز للمسلمين تهنئة المسيحيين بأعيادهم في الحالات التالية:

إذا كان ذلك من باب الإحسان إليهم وإكرامهم.

إذا كان ذلك من باب إظهار التسامح الديني والتعايش السلمي.

إذا كان ذلك من باب رد الجميل لهم إذا سبق أن هنأوك بعيدك.

حالات يحرم فيها تهنئتهم:

يحرم على المسلمين تهنئة المسيحيين بأعيادهم في الحالات التالية:

إذا كان ذلك من باب المشاركة في عقائدهم ومعتقداتهم.

إذا كان ذلك من باب الاعتراف بألوهية المسيح أو بربوبيته.

إذا كان ذلك من باب الترويج لأعيادهم ونشرها بين المسلمين.

الضوابط الشرعية لتهنئتهم:

يجب على المسلمين مراعاة الضوابط الشرعية التالية عند تهنئة المسيحيين بأعيادهم:

ألا يشاركوا في أي من طقوسهم الدينية أو احتفالاتهم.

ألا ينطقوا بأي عبارات أو كلمات تدل على الاعتراف بألوهية المسيح أو بربوبيته.

ألا يظهروا أي مظاهر للفرح والسرور بأعيادهم.

الخاتمة:

يجوز للمسلمين تهنئة المسيحيين بأعيادهم من باب الإحسان إليهم وإكرامهم، وذلك استنادًا إلى الأدلة الشرعية والعقلية. ويجب عليهم مراعاة الضوابط الشرعية عند تهنئتهم، حتى لا يقعوا في أي محظور شرعي.

أضف تعليق