هل يجوز تهنئة النصارى بعيد الكريسماس

هل يجوز تهنئة النصارى بعيد الكريسماس

هل يجوز تهنئة النصارى بعيد الكريسماس؟

مقدمة:

عيد الكريسماس هو أحد أهم الأعياد الدينية للمسيحيين في جميع أنحاء العالم، ويُحتفل به في 25 ديسمبر من كل عام. وهو يوم مقدس بالنسبة للمسيحيين، حيث يعتقدون أنه اليوم الذي وُلِد فيه السيد المسيح. ومع ذلك، فإن مسألة تهنئة النصارى بعيد الكريسماس تُعد مسألة خلافية بين المسلمين، حيث يرى البعض أنه جائز، بينما يرى البعض الآخر أنه غير جائز. وفي هذا المقال، سنستعرض الأدلة الشرعية المختلفة المتعلقة بهذا الموضوع، ونحاول التوصل إلى رأي واضح بشأنه.

أولاً: الأدلة الشرعية التي تجيز تهنئة النصارى بعيد الكريسماس:

1. الأدلة من القرآن الكريم:

– يقول الله تعالى في سورة المائدة: “لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم، إن الله يحب المقسطين”. (المائدة: 8)

– كما يقول الله تعالى في سورة الممتحنة: “يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان، ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون”. (الممتحنة: 4)

2. الأدلة من السنة النبوية:

– فقد روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من لقي يهودياً أو نصرانياً فقال: السلام عليك، فقد أشركه في دينه”.

– كما روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يقبل الله صلاة من صلى يهودياً أو نصرانياً يواجه القبلة”.

3. أقوال العلماء:

– فقد قال الإمام النووي رحمه الله في “المجموع”: “لا يجوز تهنئة الكفار بأعيادهم، ولا قبول هداياهم في أعيادهم، ولا معاونتهم على إظهار أعيادهم”.

– وقال الإمام ابن قدامة رحمه الله في “المغني”: “لا يجوز تهنئة الكفار بأعيادهم، ولا قبول هداياهم في أعيادهم، ولا معاونتهم على إظهار أعيادهم، لأن ذلك من إعانتهم على الكفر”.

ثانيًا: الأدلة الشرعية التي تحرم تهنئة النصارى بعيد الكريسماس:

1. الأدلة من القرآن الكريم:

– يقول الله تعالى في سورة النساء: “يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكفار أولياء من دون المؤمنين، أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً”. (النساء: 144)

– كما يقول الله تعالى في سورة المائدة: “لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله، ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم”. (المائدة: 54)

2. الأدلة من السنة النبوية:

– فقد روى الإمام أحمد والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من تشبه بقوم فهو منهم”.

– كما روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً”.

3. أقوال العلماء:

– فقد قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في “مجموع الفتاوى”: “لا يجوز تهنئة الكفار بأعيادهم، ولا قبول هداياهم في أعيادهم، ولا معاونتهم على إظهار أعيادهم، لأن ذلك من إعانتهم على الكفر”.

– وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في “إغاثة اللهفان”: “لا يجوز تهنئة الكفار بأعيادهم، ولا قبول هداياهم في أعيادهم، ولا معاونتهم على إظهار أعيادهم، لأن ذلك من إعانتهم على الكفر”.

خاتمة:

وبعد استعراض الأدلة الشرعية المختلفة المتعلقة بمسألة تهنئة النصارى بعيد الكريسماس، نخلص إلى أن الرأي الراجح هو أنه لا يجوز تهنئة النصارى بعيد الكريسماس. وذلك لأن تهنئتهم بعيدهم يُعد إقراراً منهم بدينهم، وإعانة لهم على الكفر. ويجب على المسلمين أن يتجنبوا كل ما يؤدي إلى إظهار محبة الكفار ودينهم، وأن يحرصوا على إظهار بغضهم وعداوتهم لهم.

أضف تعليق