هل يجوز جمع الاضحية مع العقيقة

هل يجوز جمع الاضحية مع العقيقة

العقيقة والأضحية من العبادات التي شرعها الله تعالى في الإسلام، ولهما أحكام مختلفة وآراء متباينة حول جواز جمعهما معًا. وفي هذا المقال، سنناقش حكم جمع الأضحية مع العقيقة بالتفصيل، مستعرضين الأدلة الشرعية المختلفة ومناقشة آراء العلماء في هذا الموضوع.

حكم جمع الأضحية مع العقيقة

اختلف العلماء في حكم جمع الأضحية مع العقيقة على ثلاثة أقوال:

القول الأول: الجواز المطلق

يذهب هذا القول إلى أنه يجوز جمع الأضحية مع العقيقة مطلقًا، سواء كانا من شخص واحد أو من أشخاص مختلفين. ويستدل أصحاب هذا القول بحديث رواه الحاكم في المستدرك عن بريدة رضي الله عنه قال: “ذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر كبشين أملحين، فقال: أحدهما عني، والآخر عن أمتي من لم يُضحّ”.

القول الثاني: المنع المطلق

يذهب هذا القول إلى أنه لا يجوز جمع الأضحية مع العقيقة مطلقًا، سواء كانا من شخص واحد أو من أشخاص مختلفين. ويستدل أصحاب هذا القول بحديث رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أقرنين”.

القول الثالث: التفصيل

يذهب هذا القول إلى التفصيل في حكم جمع الأضحية مع العقيقة، فإذا كانا من شخص واحد فلا يجوز جمعهما، وإذا كانا من أشخاص مختلفين فيجوز جمعهما. ويستدل أصحاب هذا القول بأن الأضحية عبادة مفردة، والعقيقة عبادة مفردة، ولا يجوز الجمع بينهما في عبادة واحدة.

أدلة القائلين بالجواز

استدل القائلون بجواز جمع الأضحية مع العقيقة بالعديد من الأدلة، منها:

1. حديث بريدة

روى الحاكم في المستدرك عن بريدة رضي الله عنه قال: “ذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر كبشين أملحين، فقال: أحدهما عني، والآخر عن أمتي من لم يُضحّ”. وهذا الحديث يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم جمع بين الأضحية والعقيقة في يوم واحد، مما يدل على جواز ذلك.

2. عدم وجود نص صريح بالمنع

لم يرد في القرآن الكريم أو السنة النبوية نص صريح يمنع جمع الأضحية مع العقيقة، وهذا يدل على أن الأصل في الأشياء الإباحة، فلا يحرم شيء إلا بدليل.

3. المصلحة

يجوز جمع الأضحية مع العقيقة من أجل تحقيق مصلحة شرعية، مثل الإحسان إلى الفقراء والمساكين وإدخال السرور عليهم.

أدلة القائلين بالمنع

استدل القائلون بمنع جمع الأضحية مع العقيقة بالعديد من الأدلة، منها:

1. حديث ابن عباس

روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أقرنين”. وهذا الحديث يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يجمع بين الأضحية والعقيقة في يوم واحد، مما يدل على عدم جواز ذلك.

2. انفراد كل منهما بأحكام خاصة

الأضحية لها أحكام خاصة بها، والعقيقة لها أحكام خاصة بها، وهذا يدل على أن كل منهما عبادة مستقلة لا يجوز الجمع بينهما في عبادة واحدة.

3. عدم وجود مصلحة معتبرة

لا توجد مصلحة معتبرة في جمع الأضحية مع العقيقة، بل إن الجمع بينهما قد يؤدي إلى إخراج الأضحية عن مقصدها الشرعي، وهو الإحسان إلى الفقراء والمساكين وإدخال السرور عليهم.

الراجح في المسألة

الراجح في المسألة هو القول بالتفصيل، فإذا كانا من شخص واحد فلا يجوز جمعهما، وإذا كانا من أشخاص مختلفين فيجوز جمعهما. وهذا لأن الأضحية والعقيقة عبادتان مستقلتان ولكل منهما أحكامها الخاصة بها.

الخاتمة

اختلف العلماء في حكم جمع الأضحية مع العقيقة على ثلاثة أقوال: الجواز المطلق، والمنع المطلق، والتفصيل. والراجح في المسألة هو القول بالتفصيل، فإذا كانا من شخص واحد فلا يجوز جمعهما، وإذا كانا من أشخاص مختلفين فيجوز جمعهما.

أضف تعليق