هل يجوز دخول الحائض المسجد

هل يجوز دخول الحائض المسجد

هل يجوز دخول الحائض المسجد؟

مقدمة

الحائض هي المرأة التي بلغت سن التكليف الشرعي وبدأت بفقدان دم الحيض، وهي حالة طبيعية تحدث للمرأة كل شهر، حيث يتساقط بطانة الرحم مع قطرات من الدم من المهبل، ويستمر الحيض عادة لمدة تتراوح بين 2 و7 أيام، وخلال هذه الفترة يُحرم على المرأة أداء بعض العبادات، مثل الصلاة والصيام والطواف حول الكعبة، كما يُحرم عليها دخول المسجد.

أدلة تحريم دخول الحائض المسجد

هناك العديد من الأدلة الشرعية التي تدل على تحريم دخول الحائض المسجد، منها:

القرآن الكريم: قال تعالى في سورة البقرة: {وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} [البقرة: 222]، ويشمل هذا النهي دخول المسجد، لأن المسجد هو بيت الله تعالى، وهو مكان مقدس يجب أن يحترم ويُحافظ على طهارته.

السنة النبوية: روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد، فإذا حاضت فاطمة جعلت له من وراء الستر سواريًا، فوقف خلفهما يصلي”، وهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرم دخول الحائض المسجد، حتى لو كان ذلك من خلف ستار.

الإجماع: اتفق الفقهاء على تحريم دخول الحائض المسجد، وقالوا إنه لا يجوز لها دخوله حتى تطهر من حيضها.

حكمة تحريم دخول الحائض المسجد

هناك العديد من الحكمة التي تبرر تحريم دخول الحائض المسجد، منها:

تجنب النجاسة: دم الحيض نجس، وقد نهى الله تعالى عن الصلاة في ثياب نجسة، قال تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدثر: 4]، ودخول الحائض المسجد يُلحق بها النجاسة.

حفظ حرمة المسجد: المسجد هو بيت الله تعالى، وهو مكان مقدس يجب أن يحترم ويُحافظ على طهارته، ودخول الحائض المسجد يُنقص من حرمته ويجعله غير مستحباً.

تجنب إثارة الشهوة: قد يؤدي دخول الحائض المسجد إلى إثارة الشهوة لدى بعض الرجال، وهذا يُعتبر من الفساد والمنكر، وقد نهى الله تعالى عن إثارة الشهوة، قال تعالى: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء: 32].

شروط دخول الحائض المسجد

يجوز للحائض دخول المسجد في بعض الحالات الضرورية، بشرط أن تتخذ الاحتياطات اللازمة للحفاظ على طهارة المسجد، ومن هذه الحالات:

الإسعافات الأولية: إذا تعرض أحد الأشخاص لحادث أو إصابة داخل المسجد، يجوز للحائض دخوله لإنقاذه وتقديم الإسعافات الأولية له.

إخراج شيء سقط: إذا سقط شيء من الحائض داخل المسجد، يجوز لها دخوله لإخراجه، بشرط أن تتخذ الاحتياطات اللازمة للحفاظ على طهارة المسجد.

العبور: إذا كان المسجد يقع في طريق الحائض إلى مكان ضروري، مثل منزلها أو عملها، يجوز لها عبوره، بشرط أن لا تتوقف فيه أو تصلي فيه.

الخلاصة

تحرم دخول الحائض المسجد، وذلك لأن دم الحيض نجس، ولأن دخولها المسجد يُلحق بها النجاسة، ولأن المسجد هو بيت الله تعالى، وهو مكان مقدس يجب أن يحترم ويُحافظ على طهارته، ولأن دخول الحائض المسجد قد يؤدي إلى إثارة الشهوة لدى بعض الرجال.

يجوز للحائض دخول المسجد في بعض الحالات الضرورية، بشرط أن تتخذ الاحتياطات اللازمة للحفاظ على طهارة المسجد، ومن هذه الحالات: الإسعافات الأولية، وإخراج شيء سقط، والعبور.

أضف تعليق