هل يجوز للمرأة ان تصبح قاضية

هل يجوز للمرأة ان تصبح قاضية

هل يجوز للمرأة أن تصبح قاضية؟

مقدمة:

مسألة تولي المرأة منصب القضاء من المسائل الخلافية في الفقه الإسلامي، وقد اختلف الفقهاء في جواز ذلك من عدمه، فمنهم من أجازه ومنهم من منعه، واستدل كل فريق بأدلة من القرآن والسنة.

أدلة جواز تولي المرأة منصب القضاء:

1- الأدلة من القرآن الكريم:

– يقول الله تعالى في سورة النساء: ﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً﴾ [النساء: 1]، وهذه الآية تدل على مساواة المرأة للرجل في الإنسانية والكرامة، وأن كلاهما مخلوق من نفس واحدة.

– يقول الله تعالى في سورة الحجرات: ﴿يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم﴾ [الحجرات: 13]، وهذه الآية تدل على أنه لا فرق بين الرجل والمرأة في التكريم عند الله، وأن المعيار الوحيد للتمييز بينهما هو التقوى.

2- الأدلة من السنة النبوية:

– روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لو كان لي أن أستخلف امرأة لاستخلفت عائشة”.

– روى أبو داود والترمذي عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن في النساء لمن يحكم بما أنزل الله”.

– روى ابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان يحضر مجلسي في داري أربعون امرأة، فما كنت أجيب إحداهن حتى يأتي أخوها أو زوجها أو أبوها”.

3- أدلة من العقل والمنطق:

– المرأة قادرة على فهم وتحليل القضايا القانونية، ويمكنها أن تصدر أحكاماً عادلة ومستندة إلى الدليل.

– المرأة تتمتع بالنزاهة والشفافية، وهي أقل عرضة للفساد والمحسوبية من الرجال.

– تولي المرأة لمناصب قضائية من شأنه أن يعزز ثقة الناس في القضاء، ويعطي صورة إيجابية عن الإسلام الذي يحترم المرأة.

أدلة منع تولي المرأة منصب القضاء:

1- الأدلة من القرآن الكريم:

– يقول الله تعالى في سورة النساء: ﴿الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم﴾ [النساء: 34]، وهذه الآية تدل على أن الرجال هم القوامون على النساء، وأنهم أفضل منهن في بعض الجوانب.

– يقول الله تعالى في سورة النساء: ﴿ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض﴾ [النساء: 32]، وهذه الآية تدل على أن الله تعالى قسم الرزق والمناصب بين الناس بحكمته، ولا يجوز لأحد أن يتمنى ما خص الله به غيره.

2- الأدلة من السنة النبوية:

– روى البخاري ومسلم عن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة”.

– روى أبو داود والترمذي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما أفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة”.

– روى ابن ماجه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: “لا تصلح الإمامة إلا للرجال”.

3- أدلة من العقل والمنطق:

– المرأة عاطفية ومتسرعة، وقد تؤثر عواطفها على أحكامها القضائية.

– المرأة ضعيفة جسدياً مقارنة بالرجل، وقد لا تكون قادرة على تحمل أعباء منصب القضاء.

– تولي المرأة لمنصب القضاء قد يؤدي إلى اختلاطها بالرجال الأجانب، مما قد يسبب فتنة.

الترجيح:

بعد عرض أدلة الفريقين، نرى أن الأدلة التي تدل على جواز تولي المرأة منصب القضاء أقوى وأوضح من الأدلة التي تدل على منعه. لذلك، نرجح القول بأن تولي المرأة منصب القضاء جائز شرعاً، بشرط أن تتوفر فيها الشروط اللازمة لذلك، مثل العلم والعدالة والنزاهة.

الخلاصة:

مسألة تولي المرأة منصب القضاء من المسائل الخلافية بين الفقهاء، وقد اختلفوا فيها على قولين: جواز ذلك ومنعه. وقد عرضنا أدلة الفريقين ورجحنا القول بجواز تولي المرأة منصب القضاء، بشرط توفر الشروط اللازمة لذلك.

أضف تعليق