هل يجوز للمراة الحائض ان تقرا القران

هل يجوز للمراة الحائض ان تقرا القران

هل يجوز للمرأة الحائض أن تقرأ القرآن الكريم؟

مقدمة

الحائض هي المرأة التي بلغت سن الحيض، وهي فترة تتراوح بين 12 و15 سنة، وتستمر حتى سن اليأس، وهي فترة طبيعية تمر بها جميع النساء، وتنتهي مع انقطاع الدورة الشهرية.

خلال فترة الحيض، تحدث بعض التغيرات في جسم المرأة، ومنها تغير في الهرمونات، وزيادة في تدفق الدم، وتقشير بطانة الرحم. هذه التغيرات قد تؤثر على قدرة المرأة على أداء بعض العبادات، مثل الصلاة والصيام وقراءة القرآن الكريم.

وقد اختلف العلماء في حكم قراءة المرأة الحائض للقرآن الكريم، فذهب بعضهم إلى أنها لا يجوز لها ذلك، بينما ذهب آخرون إلى أنها يجوز لها ذلك، وفي هذا المقال سنعرض الأدلة والأقوال في هذه المسألة.

الأدلة التي تدل على جواز قراءة المرأة الحائض للقرآن الكريم

1. عدم وجود نص صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية يحرم قراءة المرأة الحائض للقرآن الكريم

فقد قال تعالى في سورة البقرة: {وإذا طهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين} (الآية 222). وهذا يدل على أن المرأة بعد أن تطهر من حيضها يجوز لها أن تفعل كل ما كان محظورًا عليها أثناء حيضها، ومنه قراءة القرآن الكريم.

2. إجماع الصحابة والتابعين على جواز قراءة المرأة الحائض للقرآن الكريم

فقد روى عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقرأ القرآن الكريم وهي حائض، وكذلك روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: “لا بأس أن تقرأ الحائض القرآن”.

3. العقل يحكم بجواز قراءة المرأة الحائض للقرآن الكريم

فالحائض ليست نجسة، وإنما هي طاهرة، فهي لا تختلف عن المرأة الطاهرة إلا بوجود الدم الخارج منها، وهذا الدم ليس نجسًا، وإنما هو طاهر، ولذلك يجوز لها أن تقرأ القرآن الكريم وهي حائض.

الأدلة التي تدل على عدم جواز قراءة المرأة الحائض للقرآن الكريم

1. روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئًا من القرآن”

وهذا الحديث ضعيف السند، ولا يصلح للاستدلال به، وقد ضعفه كثير من العلماء، ومنهم ابن حزم وابن تيمية وابن القيم.

2. قياس المرأة الحائض على المرأة النفساء

فالمرأة النفساء لا يجوز لها أن تقرأ القرآن الكريم، وكذلك المرأة الحائض. وهذا القياس غير صحيح، لأن المرأة الحائض ليست نفساء، والنفساء هي المرأة التي وضعت مولودًا، وهي تختلف عن المرأة الحائض في كثير من الأمور.

3. العرف السائد عند كثير من المسلمين هو عدم جواز قراءة المرأة الحائض للقرآن الكريم

وهذا العرف ليس حجة شرعية، ولا يجوز مخالفته إلا بدليل شرعي قوي، وفي هذه المسألة لا يوجد دليل شرعي قوي يدل على عدم جواز قراءة المرأة الحائض للقرآن الكريم.

الخلاصة

الأدلة التي تدل على جواز قراءة المرأة الحائض للقرآن الكريم أكثر من الأدلة التي تدل على عدم جواز ذلك، ولذلك فإن الرأي الراجح هو جواز قراءة المرأة الحائض للقرآن الكريم.

أضف تعليق