هل يقبل صيام المتخاصمين يوم عرفة

هل يقبل صيام المتخاصمين يوم عرفة؟

المقدمة

يعد صيام يوم عرفة من السنن المؤكدة عند المسلمين، وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويوافق يوم الوقفة على جبل عرفات، حيث يؤدي الحجاج فيه أهم مناسك الحج، ويُعد الصيام في هذا اليوم من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى ربه، إلا أن بعض العلماء اختلفوا في قبول صيام يوم عرفة للمتخاصمين أو من بينهما عداوة أو خصومة، فمنهم من قال بجواز صوم المتخاصمين يوم عرفة ومنهم من قال بكراهة صومهم في هذا اليوم.

حكم صيام المتخاصمين يوم عرفة

ذهب جمهور العلماء إلى أن صيام المتخاصمين يوم عرفة صحيح ومقبول، واستدلوا على ذلك بما يلي:

1- عدم وجود نص شرعي يدل على بطلان صيام المتخاصمين:

لم يرد في القرآن الكريم أو السنة النبوية ما يدل على أن صيام المتخاصمين غير صحيح أو مبطل، بل وردت أحاديث تحث على صيام يوم عرفة بصورة عامة دون استثناء المتخاصمين.

2- صيام المتخاصمين لا ينافي مقاصد الصيام:

يهدف الصيام إلى تقوى الله والابتعاد عن المعاصي والذنوب، وهذا لا يتعارض مع وجود خصومة أو عداوة بين شخصين، فالصيام لا يعني التنازل عن الحقوق أو المصالح الشخصية، وإنما يعني كف النفس عن الشهوات والملذات، والتوجه إلى الله بالدعاء والذكر والاستغفار.

3- قبول صيام المتخاصمين في مواطن أخرى:

يقبل صيام المتخاصمين في غير يوم عرفة، مثل صيام رمضان وصيام الست من شوال وصيام العشر من ذي الحجة، وهذا يدل على أن الخصومة أو العداوة لا تؤثر على صحة الصيام بشكل عام.

كراهة صيام المتخاصمين يوم عرفة

ذهب بعض العلماء إلى كراهة صيام المتخاصمين يوم عرفة، واستدلوا على ذلك بما يلي:

1- عدم قبول أعمال المتخاصمين:

ورد في بعض الأحاديث أن الله لا يقبل أعمال المتخاصمين حتى يصطلحوا، وهذا يدل على أن الخصومة أو العداوة تؤثر على قبول الأعمال الصالحة، ومنها الصيام.

2- تعارض صيام المتخاصمين مع مقاصد يوم عرفة:

يعد يوم عرفة يومًا للتوبة والاستغفار والتسامح، وهو يوم الوقفة على جبل عرفات، حيث يقف الحجاج في مشهد مهيب ومؤثر، يدعون الله ويستغفرونه ويتسامحون فيما بينهم، لذلك فإن صيام المتخاصمين في هذا اليوم قد ينافي مقاصده وروحه.

3- إمكانية تأجيل صيام يوم عرفة:

يوم عرفة يوم واحد فقط في السنة، ويمكن للمتخاصمين أن يؤجلوه إلى يوم آخر من أيام السنة، حتى يزول الخلاف والخصومة بينهما، ثم يصومونه ويحصلون على ثوابه وأجره.

الخلاصة

يجوز للمتخاصمين صيام يوم عرفة، ولا يُمنعون منه شرعًا، إلا أن بعض العلماء كرهوا لهم صيامه، لما ورد في بعض الأحاديث من أن الله لا يقبل أعمال المتخاصمين حتى يصطلحوا، ولما ينافي مقاصد يوم عرفة وروحه من التوبة والاستغفار والتسامح.