ياحنان يامنان

ياحنان يامنان

يا حنان يا منان: رحمة الله الواسعة ورحمته

المقدمة

يا حنان يا منان، كلمتان ترددان في الأدب الإسلامي والدعاء، وهما تعنيان الرحمة الواسعة والرحمة التي لا حدود لها التي يمنحها الله سبحانه وتعالى لعباده.

رحمة الله الواسعة

يوصف الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بأسماء كثيرة منها الحنان والمنان، قال تعالى: “الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين” (الفاتحة: 1-4). وتدل هذه الأسماء على رحمة الله الواسعة ورحمته التي لا حدود لها.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله كتب الرحمة على نفسه” (البخاري ومسلم). ومعنى هذا الحديث أن الله سبحانه وتعالى قد جعل الرحمة من صفاته الذاتية، وهي صفة ملازمة له لا يمكن أن تفارقه.

وتتجلى رحمة الله الواسعة في خلقه للكون وما فيه من مخلوقات، وفي إنعامه على عباده بالنعم الظاهرة والباطنة، وفي عفوه ومغفرته لعباده التائبين، وفي إجلاله لعباده وإكرامه لهم.

رحمة الله التي لا حدود لها

إن رحمة الله سبحانه وتعالى لا حدود لها، وهي تشمل كل مخلوقاته، حتى الكافرين والفاسقين، قال تعالى: “ورحمتي وسعت كل شيء” (الأعراف: 156).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله أرحم بعباده من الأم بولدها” (البخاري). ومعنى هذا الحديث أن رحمة الله لعباده تفوق بكثير رحمة الأم لولدها، وهي رحمة لا يمكن أن تنتهي أو تتوقف.

وتتجلى رحمة الله التي لا حدود لها في إرساله للرسل والأنبياء لهداية البشرية، وفي إنزاله للكتب السماوية لبيان عقيدته وشريعته، وفي إرساله للملائكة لحفظ البشر وحمايتهم.

الرحمة من أعظم صفات الله

تعد الرحمة من أعظم صفات الله سبحانه وتعالى، وهي من أظهر أسمائه الحسنى، قال تعالى: “والله ذو فضل على العالمين” (آل عمران: 104).

وتتجلى رحمة الله في كل شيء خلقه، فرحمته سبحانه وتعالى هي التي أوجدته وأحاطت به، وهي التي تحفظه وتحرسه وتدافع عنه.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله مائة رحمة، أنزل منها رحمة واحدة إلى الأرض، فبها يتراحم العباد، وتتحاب الدواب، ويبسط الطير جناحها على فراخها من الرحمة” (مسلم).

الرحمة أساس الإيمان

إن الرحمة أساس الإيمان، ولا يمكن أن يكون الإنسان مؤمناً حقاً إلا إذا كان رحيماً بعباد الله، قال تعالى: “ويكونوا بالناس رحماء” (التوبة: 128).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم” (مسلم).

إن الرحمة هي طريق الجنة، وهي من أعظم الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه، قال تعالى: “والذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا مناً ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون” (البقرة: 262).

الرحمة في التعامل مع الناس

إن الرحمة في التعامل مع الناس من أهم الأخلاق التي يتحلى بها المسلم، قال تعالى: “وقولوا للناس حسناً” (البقرة: 83).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لم يرحم الناس لم يرحمه الله” (البخاري ومسلم).

إن الرحمة في التعامل مع الناس تتجلى في اللين والرفق واللطف، وفي إحسان الظن بهم، وفي العفو عنهم والتسامح معهم، وفي مساعدتهم وقضاء حوائجهم، وفي الدعاء لهم بالخير.

الرحمة في التعامل مع الحيوانات

إن الرحمة في التعامل مع الحيوانات من صفات المسلم الحقيقي، قال تعالى: “والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون” (النحل: 5).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قتل عصفوراً عبثاً عذبه الله في نار جهنم” (البخاري ومسلم).

إن الرحمة في التعامل مع الحيوانات تتجلى في عدم إيذائها أو تعذيبها، وفي إطعامها وسقايتها ورعايتها، وفي عدم قتلها إلا لأسباب شرعية.

الخاتمة

إن الرحمة من أعظم صفات الله سبحانه وتعالى، وهي من أهم الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها المسلم، وهي أساس الإيمان، وسبيل الجنة. وللرحمة صور عديدة منها رحمة الله بالعباد ورحمة العباد بالعباد ورحمة الإنسان بالحيوان.

أضف تعليق