يارب رحمتك

يارب رحمتك

يارب رحمتك

مقدمة:

الرحمة من أهم الصفات الإلهية التي يتصف بها الله سبحانه وتعالى، وهي من أوسع وأشمل معاني الرحمة، فهي تشمل جميع أنواع الرحمة وأنواعها، فهي رحمة عامة تشمل جميع المخلوقات، وهي رحمة خاصة بالمؤمنين، وهي رحمة تسبق غضبه سبحانه وتعالى، ومن رحمته سبحانه وتعالى أن خلقنا ورزقنا وأحسن إلينا، وأنزل علينا الكتب والرسل لهدايتنا، وأنه يعفو عنا ويغفر لنا ذنوبنا وخطايانا.

1. رحمة الله واسعة:

رحمة الله سبحانه وتعالى واسعة تشمل جميع المخلوقات، فهي رحمة عامة لا تقتصر على المؤمنين فقط، بل تشمل جميع الكائنات الحية، وحتى الكفار والمشركين، ومن رحمته سبحانه وتعالى أنه أنعم عليهم بنعم كثيرة مثل الصحة والعافية والرزق وغيرها.

ومن رحمته سبحانه وتعالى أنه جعل في قلوب الناس رحمة ومحبة لبعضهم البعض، فنجد أن الناس يتراحمون ويتعاطفون مع بعضهم البعض، وينصرون بعضهم البعض، ويعاونون بعضهم البعض على الخير والبر.

ومن رحمته سبحانه وتعالى أنه جعل في قلوب الناس حبًا للخير ومساعدة المحتاجين، فنجد أن الناس يتبرعون للجمعيات الخيرية، ويساعدون الفقراء والمساكين، ويقدمون لهم العون والمساعدة.

2. رحمة الله خاصة بالمؤمنين:

رحمة الله سبحانه وتعالى خاصة بالمؤمنين، فهو يرحمهم ويغفر لهم ذنوبهم وخطاياهم، ويحفظهم من شرور أنفسهم ومن شرور الناس، ويهديهم إلى الصراط المستقيم، ويدخلهم الجنة في الآخرة.

ومن رحمته سبحانه وتعالى بالمؤمنين أنه اختارهم لعبادته وطاعته، وأنه أنعم عليهم بنعم كثيرة مثل الإيمان والإسلام والهداية وغيرها.

ومن رحمته سبحانه وتعالى بالمؤمنين أنه جعل في قلوبهم حبًا له ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وجعلهم متمسكين بدينه، ومتمسكين بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

3. رحمة الله تسبق غضبه:

رحمة الله سبحانه وتعالى تسبق غضبه، فهو يرحم عباده قبل أن يغضب عليهم، ويعفو عنهم ويغفر لهم ذنوبهم وخطاياهم، حتى وإن كانوا قد عصوه وارتكبوا الذنوب والخطايا.

ومن رحمته سبحانه وتعالى أنه لا يعجل في عقوبة عباده، بل يعطيهم الفرصة للتوبة والرجوع إليه، ويقبل توبتهم ويغفر لهم ذنوبهم.

ومن رحمته سبحانه وتعالى أنه أرسل الرسل والأنبياء لهداية الناس، ودعوتهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وأنذرهم من عذابه وعقابه.

4. رحمة الله في خلق الكون:

رحمة الله سبحانه وتعالى في خلق الكون، فهو خلق الكون بأكمله من أجل الإنسان، وأحسن خلقه وجعله في أحسن تقويم، وجعل فيه من النعم والخيرات ما لا يحصى ولا يعد.

ومن رحمته سبحانه وتعالى في خلق الكون أنه جعل فيه التوازن والانسجام، وجعل فيه من النظم والقوانين ما يحفظ استقراره واستمراره.

ومن رحمته سبحانه وتعالى في خلق الكون أنه جعل فيه من الجمال والروعة ما يسر النفس ويريح القلب، وجعل فيه من العجائب والأسرار ما يدعو الإنسان إلى التفكر والتدبر.

5. رحمة الله في إنزال الكتب والرسل:

رحمة الله سبحانه وتعالى في إنزال الكتب والرسل، فهو أنزل الكتب على أنبيائه ورسله لهداية الناس إلى الصراط المستقيم، ودعوتهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له.

ومن رحمته سبحانه وتعالى في إنزال الكتب والرسل أنه جعل في هذه الكتب من التوجيهات والإرشادات ما يحفظ الإنسان من الضلال والانحراف، ويهديه إلى طريق الخير والصلاح.

ومن رحمته سبحانه وتعالى في إنزال الكتب والرسل أنه جعل في هذه الكتب من القصص والعبر والعظات ما يذكر الإنسان بنعم الله عليه، ويصده عن ارتكاب الذنوب والخطايا.

6. رحمة الله في العفو والمغفرة:

رحمة الله سبحانه وتعالى في العفو والمغفرة، فهو يعفو عن عباده ويغفر لهم ذنوبهم وخطاياهم، حتى وإن كانوا قد عصوه وارتكبوا الذنوب والخطايا.

ومن رحمته سبحانه وتعالى في العفو والمغفرة أنه لا يحاسب عباده على ما يخطر في قلوبهم من وساوس وخواطر، ولا يحاسبهم على ما يقولون من أقوال باطلة، ولا يحاسبهم على ما يفعلون من أفعال غير مقصودة.

ومن رحمته سبحانه وتعالى في العفو والمغفرة أنه جعل في الدنيا فرصًا كثيرة للتوبة والعودة إليه، وجعل في الآخرة درجات كثيرة للمغفرة والرحمة.

7. رحمة الله في دخول الجنة:

رحمة الله سبحانه وتعالى في دخول الجنة، فهو يدخل عباده المؤمنين الجنة في الآخرة، وينعم عليهم فيها بنعم لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

ومن رحمته سبحانه وتعالى في دخول الجنة أنه جعل الجنة دارًا للخلود لا فناء فيها ولا زوال، وجعل فيها من النعيم واللذة ما لا يخطر على بال بشر.

ومن رحمته سبحانه وتعالى في دخول الجنة أنه جعل الجنة دارًا للمتعة والسرور، فيها أنهار من اللبن والخمر والعسل، فيها جنات وعيون، فيها حور عين وكواعب أتراب، فيها سلام وأمن واطمئنان.

الخاتمة:

رحمة الله سبحانه وتعالى عظيمة وكبيرة، وهي تشمل جميع المخلوقات، وهي خاصة بالمؤمنين، وهي تسبق غضبه، وهي في خلق الكون، وهي في إنزال الكتب والرسل، وهي في العفو والمغفرة، وهي في دخول الجنة، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحمنا برحمته الواسعة، وأن يغفر لنا ذنوبنا وخطايانا، وأن يدخلنا الجنة في الآخرة.

أضف تعليق