يارب انت حسبي

يارب انت حسبي

المقدمة:

يا ربّ أنت حسبنا، هذه العبارة البسيطة تحمل في طياتها معاني عميقة ودلالات عظيمة، فهي تعبر عن إيماننا المطلق بالله تعالى وتوكُّلنا عليه، وتسليمنا الكامل لأمره، وقناعتنا بأنّه هو خير الحافظين وهو نعم الوكيل، فالله وحده القادر على كفايتهم ووقايتهم من كل شر وهم وغم، وهو وحده القادر على تحقيق آمالهم وتطلعاتهم، وهو وحده القادر على إصلاح حالهم ورفع البلاء عنهم، فإليه وحده يلجؤون ويلوذون، وإليه وحده يرفعون أكُفّ الضراعة والتضرّع، راجين منه أن يتقبّل دعواتهم ويرحم حالهم.

1. التوكل على الله:

إنّ التوكل على الله تعالى هو من أهمّ دعائم الإيمان، وهو من أعظم أسباب الفلاح والنجاح في الحياة، فالله تعالى هو الملاذ الآمن للمؤمنين، وهو الملجأ الأخير لهم في أوقات الشدة والضيق، فإليه يلجؤون ويلوذون، وإليه وحده يرفعون أكُفّ الضراعة والتضرّع، راجين منه أن يتقبّل دعواتهم ويرحم حالهم.

إنّ التوكل على الله تعالى لا يعني ترك العمل والاعتماد على القضاء والقدر، بل هو يعني بذل الأسباب والعمل الجاد لتحقيق الأهداف، مع الإيمان الكامل بأنّ الله تعالى هو الذي يقدّر الأقدار ويصرف الأمور، فبالعمل نستكمل أسباب النجاح، وباليقين بالله نثق بأنّ النتيجة ستكون كما يحبُّ الله ويرضى.

إنّ التوكل على الله تعالى يمنح المؤمن الطمأنينة والسكينة، فالمؤمن الذي توكّل على الله وسلم أمره إليه يعلم أنّ الله تعالى معه ولن يتركه وحده، فينام ليلًا مطمئنًا، ويمشي في الأرض غير خائف، ويدخل المعارك غير وجل، فالله تعالى معه في كلّ خطواته.

2. الإيمان بالقضاء والقدر:

إنّ الإيمان بالقضاء والقدر هو من أهمّ ركائز العقيدة الإسلاميّة، وهو من أهمّ أسباب رضا المؤمن بقضاء الله وقدره، فالمؤمن الذي يؤمن بالقضاء والقدر يعلم أنّ كلّ شيء في هذه الحياة مقسوم ومقدّر، وأنّ كلّ ما يحدث في الكون هو بإرادة الله تعالى، فينظر إلى الأحداث من حوله بعين اليقين، ويعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.

إنّ الإيمان بالقضاء والقدر لا يعني ترك العمل والتواكل على الله تعالى، بل هو يعني العمل الجاد وبذل الأسباب لتحقيق الأهداف، مع الإيمان الكامل بأنّ الله تعالى هو الذي يقدّر الأقدار ويصرف الأمور، فبالعمل نستكمل أسباب النجاح، وباليقين بالله نثق بأنّ النتيجة ستكون كما يحبُّ الله ويرضى.

إنّ الإيمان بالقضاء والقدر يمنح المؤمن الصبر والتحمّل، فالمؤمن الذي يؤمن بالقضاء والقدر يعلم أنّ البلاء والشدائد هي ابتلاءات من الله تعالى يختبر بها عباده، فإذا صبروا على البلاء واحتسبوا أجره عند الله تعالى، فإنّ الله تعالى سيكتب لهم الأجر والثواب العظيم.

3. قناعة المؤمن بحكم الله:

إنّ قناعة المؤمن بحكم الله تعالى هي من أهمّ أسباب سعادته في الدنيا والآخرة، فالمؤمن الذي يقتنع بحكم الله تعالى يعيش في راحة بال وطمأنينة، فإذا أصابه خير حمد الله تعالى وشكره، وإذا أصابه شر صبر واحتسب الأجر عند الله تعالى، ولم يتذمّر أو يتشكّى، بل يعلم أنّ كلّ شيء في هذه الحياة هو خير، وأنّ ما يراه شرًا قد يكون خيرًا له في الحقيقة.

إنّ قناعة المؤمن بحكم الله تعالى لا تعني الرضى بالواقع أو الاستسلام له، بل هي تعني قبول الواقع كما هو، والعمل على تغييره وتحسينه، مع الإيمان الكامل بأنّ الله تعالى هو الذي يقدّر الأقدار ويصرف الأمور، فبالعمل الجاد وبذل الأسباب نستطيع أن نغيّر الواقع إلى الأفضل، ولكن مع الإيمان الكامل بأنّ النتيجة ستكون كما يحبُّ الله ويرضى.

إنّ قناعة المؤمن بحكم الله تعالى تجعله محبوبًا عند الله تعالى وعند الناس، فالمؤمن الذي يقتنع بحكم الله تعالى ويعيش في راحة بال وطمأنينة يكون محبوبًا عند الله تعالى، ويكون محترمًا عند الناس، لأنّ الناس يحبّون من يرضى بقضاء الله وقدره ولا يتذمّر أو يتشكّى.

4. التسليم لأمر الله:

إنّ التسليم لأمر الله تعالى هو من أهمّ أسباب فلاح المؤمن في الدنيا والآخرة، فالمؤمن الذي يسلم لأمر الله تعالى يعيش في راحة بال وطمأنينة، فإذا أصابه خير حمد الله تعالى وشكره، وإذا أصابه شر صبر واحتسب الأجر عند الله تعالى، ولم يتذمّر أو يتشكّى، بل يعلم أنّ كلّ شيء في هذه الحياة هو خير، وأنّ ما يراه شرًا قد يكون خيرًا له في الحقيقة.

إنّ التسليم لأمر الله تعالى لا يعني الرضى بالواقع أو الاستسلام له، بل هو يعني قبول الواقع كما هو، والعمل

أضف تعليق