يارب سترك ورضاك

يارب سترك ورضاك

يارب سترك ورضاك

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد،،

فإن من أعظم ما ينشده المسلم في حياته هو رضا الله تعالى وسترُه في الدنيا والآخرة. والستر من نعم الله العظيمة التي لا تُحصى، وهو من مظاهر رحمته بعباده، وهو من أسباب حمايتهم من الشرور والآفات.

ستر الله في الدنيا

1. ستر العيوب والذنوب:

ستر الله تعالى على عباده في الدنيا من خلال إخفاء عيوبهم وذنوبهم عن أعين الناس، وذلك رحمةً بهم ولطفًا بهم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه”.

قال الحسن البصري: “ستر الله للعبد في الدنيا أعظم من إحسانه إليه”.

2. ستر الفقر والفاقة:

ستر الله تعالى على عباده في الدنيا من خلال إخفاء فقرهم وفاقتهم عن أعين الناس، وذلك رحمةً بهم ولطفًا بهم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا”.

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “من ستر الله عورته في الدنيا ستره الله يوم القيامة”.

3. ستر المصائب والابتلاءات:

ستر الله تعالى على عباده في الدنيا من خلال إخفاء مصائبهم وابتلاءاتهم عن أعين الناس، وذلك رحمةً بهم ولطفًا بهم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ابتلي منكم ببلاء فليستر على نفسه، فإن الله من ستره في الدنيا ستره يوم القيامة”.

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “المصيبة لا تُعرف قدرها إلا بثلاثة: بصبر المحتسب، وستر المستور، ورضا الصابر”.

ستر الله في الآخرة

1. ستر الحساب والميزان:

ستر الله تعالى على عباده في الآخرة من خلال إخفاء حسابهم وميزانهم عن أعين الناس، وذلك رحمةً بهم ولطفًا بهم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ستر الله عليه في الدنيا ستره الله يوم القيامة”.

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “من ستر على أخيه ستره الله في الدنيا والآخرة”.

2. ستر النار والعذاب:

ستر الله تعالى على عباده في الآخرة من خلال إخفاء نار جهنم وعذابها عن أعينهم، وذلك رحمةً بهم ولطفًا بهم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ستر مسلمًا في الدنيا ستره الله في الآخرة”.

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة”.

3. ستر الجنة والنعيم:

ستر الله تعالى على عباده في الآخرة من خلال إخفاء جنة النعيم عن أعينهم، وذلك ليزيد من شوقهم إليها وحرصهم عليها.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة”.

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “من ستر مؤمنًا ستره الله في الدنيا والآخرة”.

الخاتمة

إن ستر الله تعالى على عباده في الدنيا والآخرة من أعظم نعمه عليهم، وهو من مظاهر رحمته بعباده، وهو من أسباب حمايتهم من الشرور والآفات. والمؤمن مطالب بأن يستر على نفسه وعلى إخوانه المسلمين، وأن يحرص على إخفاء عيوبهم وذنوبهم ومصائبهم، وأن يتقي الله في أقواله وأفعاله حتى لا يكون سببًا في كشف ستر الله عليهم.

أضف تعليق