يجوز تهنئة المسيحيين بعيدهم

يجوز تهنئة المسيحيين بعيدهم

يجوز تهنئة المسيحيين بعيدهم

المقدمة:

تعتبر مسألة تهنئة المسيحيين بأعيادهم من المسائل الخلافية بين المسلمين، فهناك من يرى أنه يجوز تهنئتهم، وهناك من يرى أنه لا يجوز، وقد وردت العديد من الآراء والأقوال في هذا الموضوع، وفي هذا المقال سوف نستعرض الأدلة والأقوال الواردة في هذه المسألة، ونبين الرأي الراجح فيها.

أولاً: جواز تهنئة المسيحيين بعيدهم

1. العموم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

لقد أمر الله تعالى المسلمين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا يشمل جميع المسلمين، بغض النظر عن دينهم أو عقيدتهم، وقد قال تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [المائدة: 2].

وفي هذه الآية الكريمة أمر الله تعالى المسلمين بالتعاون على البر والتقوى، أي على كل ما فيه خير للناس جميعًا، بغض النظر عن دينهم أو عقيدتهم، وهذا يشمل تهنئة المسيحيين بأعيادهم.

2. المودة والرحمة بين المسلمين وغيرهم:

لقد جعل الله تعالى بين المسلمين وغيرهم المودة والرحمة، وقد قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات: 13].

وفي هذه الآية الكريمة أمر الله تعالى المسلمين بالتعارف مع غيرهم من الناس، وهذا يشمل تهنئة المسيحيين بأعيادهم، لأن ذلك من باب إظهار المودة والرحمة بين المسلمين وغيرهم.

3. نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن أذى أهل الكتاب:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (من ظلم معاهداً، أو انتقصه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس، فأنا خصمه يوم القيامة) [أبو داود].

وفي هذا الحديث الشريف نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ظلم أهل الكتاب أو انتقاصهم أو تكليفهم فوق طاقتهم أو أخذ شيء منهم بغير طيب نفس، وهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحث المسلمين على حسن التعامل مع أهل الكتاب، وهذا يشمل تهنئتهم بأعيادهم.

ثانياً: عدم جواز تهنئة المسيحيين بعيدهم

1. عدم جواز مشاركة غير المسلمين في أعيادهم:

عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (من تشبه بقوم فهو منهم) [أبو داود].

وفي هذا الحديث الشريف نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه بغير المسلمين، وهذا يشمل مشاركتهم في أعيادهم، لأن ذلك من باب التشبه بهم.

2. أن الأعياد المسيحية أعياد وثنية:

إن الأعياد المسيحية أعياد وثنية، وهي ترتبط بمناسبات وثنية، مثل عيد الميلاد الذي يرتبط بعيد ميلاد الإله المسيحي، وعيد القيامة الذي يرتبط بقيام الإله المسيحي من الموت، وعيد الفصح الذي يرتبط بصلب الإله المسيحي.

3. أن تهنئة المسيحيين بأعيادهم إقرار لشركهم:

إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم فيها إقرار لشركهم، لأن المسيحية دين شركي، وقد قال الله تعالى: (وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً) [النساء: 171].

الخاتمة

وبناءً على ما سبق، فإن الرأي الراجح هو أنه يجوز للمسلمين تهنئة المسيحيين بعيدهم، وذلك لأن ذلك من باب إظهار المودة والرحمة بين المسلمين وغيرهم، ولأن ذلك من باب الدعوة إلى الإسلام، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحث المسلمين على حسن التعامل مع أهل الكتاب.

أضف تعليق