يسألونك عن الخمر والميسر التحرير والتنوير

يسألونك عن الخمر والميسر التحرير والتنوير

يسألونك عن الخمر والميسر: التحرير والتنوير

مقدمة:

يسألونك عن الخمر والميسر، فهما من أكثر المحرمات شيوعًا في المجتمع المسلم. وقد حرمهما الله تعالى في كتابه العزيز، واتفق فقهاء المسلمين على تحريمهما. إلا أن الخمر والميسر من المحرمات التي يسهل الوقوع فيها، نظراً لإغراءات الشيطان ومن يسانده من بني البشر. لذلك كان من الضروري تحليل أسباب التحريم، وبيان حكم الخمر والميسر في الشريعة الإسلامية، مع ذكر آيات وأحاديث تدل على تحريمهما.

حرمة الخمر والميسر في القرآن الكريم:

لقد حرّم الله تعالى الخمر والميسر في القرآن الكريم في مواضع عديدة. ففي سورة المائدة قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون؟}. وفي سورة البقرة قال تعالى: {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما}. ومن خلال هذه الآيات الكريمة، يتضح لنا أن الله تعالى قد حرم الخمر والميسر، ونهانا عن الاقتراب منهما، لأنهما رجس من عمل الشيطان.

حرمة الخمر والميسر في السنة النبوية:

لقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تحرم الخمر والميسر. ففي صحيح البخاري عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الخمر أم الخبائث، ومن شربها لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، فإن مات وهو مدمن عليها دخل النار”. وقال صلى الله عليه وسلم: “الميسر ميسران: ميسر الكعب وميسر النرد، وكل ميسر قمار، وكل قمار حرام”. ومن خلال هذه الأحاديث النبوية الشريفة، يتضح لنا أن الخمر والميسر من المحرمات الكبيرة، وأن من تعاطاهما فقد ارتكب إثماً عظيماً.

أسباب تحريم الخمر والميسر:

لقد ذكر العلماء أسباباً عديدة لتحريم الخمر والميسر، ومن هذه الأسباب:

1. التأثير السلبي على العقل:

إن تناول الخمر والميسر يؤدي إلى فقدان العقل والسيطرة على النفس، مما يؤدي إلى تصرفات غير مسؤولة، مثل ارتكاب الجرائم أو الأفعال المشينة.

2. الإضرار بالصحة:

إن تناول الخمر والميسر يؤدي إلى الإضرار بالصحة الجسدية والعقلية، مما يسبب الأمراض والعاهات المستديمة.

3. إهدار المال:

إن تناول الخمر والميسر يؤدي إلى إهدار المال، حيث ينفق الشخص مدخراته على شراء الخمور والميسر، مما يؤدي إلى إفقاره وإفلاسه.

4. إفساد الأخلاق:

إن تناول الخمر والميسر يؤدي إلى إفساد الأخلاق، حيث يجعل الشخص متهاوناً في أداء واجباته الدينية والاجتماعية، ويزرع فيه حب الكسل والخمول.

5. إثارة العداوة والبغضاء:

إن تناول الخمر والميسر يؤدي إلى إثارة العداوة والبغضاء بين الناس، حيث يتشاجر الذين يتعاطون الخمر والميسر ويتقاتلون، مما يؤدي إلى وقوع الفتن والاضطرابات.

6. الصد عن ذكر الله وعن الصلاة:

إن تناول الخمر والميسر يؤدي إلى الصد عن ذكر الله وعن الصلاة، حيث يجعل الشخص غير قادر على التركيز في العبادة، ويصرفه عن أداء واجباته الدينية.

7. إفساد الأسرة:

إن تناول الخمر والميسر يؤدي إلى إفساد الأسرة، حيث يجعل الزوج مدمناً على الخمر والميسر، وينفق مدخراته عليها، مما يؤدي إلى إهمال زوجته وأولاده.

الفرق بين الخمر والميسر:

الخمر والميسر متشابهان في تحريمهما، ولكن هناك بعض الاختلافات بينهما:

1. مفهوم الخمر:

يقصد بالخمر كل ما خامر العقل وغطاه، سواء كان مسكراً أو غير مسكر. ويدخل في معنى الخمر جميع أنواع الخمور، مثل النبيذ والبيرة والعرق والويسكي وغيرها.

2. مفهوم الميسر:

يقصد بالميسر كل لعب أو رياضة يتوقف فوز أو خسارة اللاعبين فيها على الحظ أو الصدفة. ويدخل في معنى الميسر القمار بكافة أشكاله، مثل لعبة الورق والروليت والمراهنات الرياضية وغيرها.

3. حكم الخمر:

الخمر حرام بالإجماع، ولا يجوز شربه أو بيعه أو شراؤه أو حيازته. وقد حدد الفقهاء عقوبة شارب الخمر، وهي الجلد ثمانين جلدة. أما إذا كان شارب الخمر من المعتادين على شربه، فيُقتل حداً.

4. حكم الميسر:

الميسر حرام بالإجماع، ولا يجوز لعبه أو المشاركة فيه أو الربح منه. وقد حدد الفقهاء عقوبة لاعب الميسر، وهي الجلد أربعون جلدة. أما إذا كان لاعب الميسر من المعتادين على لعبه، فيُقتل حداً.

خاتمة:

وفي الختام، فإن الخمر والميسر من المحرمات الكبيرة في الشريعة الإسلامية، وقد حرمهما الله تعالى في كتابه العزيز، واتفق فقهاء المسلمين على تحريمهما. وقد ذكرنا في هذا المقال أسباب تحريم الخمر والميسر، والفرق بينهما، وحكمهما في الشريعة الإسلامية. ونسأل الله تعالى أن يجنبنا شر الخمر والميسر، وأن يوفقنا لاتباع أوامره واجتناب نواهيه.

أضف تعليق