المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
إن ذكر الله تعالى من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد حثنا الله تعالى ورسوله الكريم في مواضع كثيرة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على الإكثار من ذكر الله تعالى، وبيّنا لنا أن ذكر الله تعالى له ثمار وفوائد عظيمة على العبد في الدنيا والآخرة.
فضل ذكر الله تعالى:
إن لذكر الله تعالى فضائل كثيرة، منها:
طاعة الله تعالى: إن ذكر الله تعالى هو طاعة لله تعالى، وقد أمرنا الله تعالى بالإكثار من ذكره في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، فقال تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} صدق الله العظيم، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} صدق الله العظيم.
نيل محبة الله تعالى: إن ذكر الله تعالى من أسباب محبة الله تعالى للعبد، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى قال: أنا مع عبدي حين يذكرني، وتحركت بي شفتاه” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
غفران الذنوب: إن ذكر الله تعالى يغفر الذنوب ويمحو السيئات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال: سبحان الله وبحمده، في يوم مائة مرة، حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حصول الأجر والثواب: إن ذكر الله تعالى يثقل ميزان العبد يوم القيامة، ويوجب له الأجر والثواب العظيم من الله تعالى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الكلمة الطيبة صدقة، وكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، والأمر بالمعروف صدقة، والنهي عن المنكر صدقة، ومجامعة الرجل امرأته صدقة” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رفع الدرجات في الجنة: إن ذكر الله تعالى يرفع العبد درجات في الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال: سبحان الله وبحمده، غرست له نخلة في الجنة” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
جلاء القلب وتنويره: إن ذكر الله تعالى يجلو القلب وينيره، ويجعله متيقظًا واعيًا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه، مثل الحي والميت” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حماية العبد من الشيطان: إن ذكر الله تعالى يحمي العبد من الشيطان ووساوسه، ويجعله بعيدًا عن الفتن والضلالات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم قرأ آية الكرسي، لم يقربه شيطان حتى يصبح” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أفضل أذكار الله تعالى:
إن أفضل أذكار الله تعالى هي التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ومنها:
التسبيح: وهو قول: سبحان الله.
التحميد: وهو قول: الحمد لله.
التكبير: وهو قول: الله أكبر.
التهليل: وهو قول: لا إله إلا الله.
التوحيد: وهو قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
الاستغفار: وهو قول: أستغفر الله.
الدعاء: وهو طلب العبد من ربه تعالى ما ينفعه في دينه ودنياه.
آداب ذكر الله تعالى:
ولكي يكون ذكر الله تعالى مقبولاً ومثمرًا، يجب مراعاة بعض الآداب، منها:
الإخلاص: يجب أن يكون ذكر الله تعالى خالصًا لله تعالى وحده، لا شريك له، ولا يُبتغى به إلا وجه الله تعالى.
الحضور: يجب أن يكون العبد حاضر القلب عند ذكره لله تعالى، لا شارد الذهن ولا غافلًا عما يقول.
التدبر: يجب أن يتدبر العبد معنى الأذكار التي يقولها، حتى يفقه معناها وتسكن إلى قلبه.
المواظبة: يجب أن يواظب العبد على ذكر الله تعالى في كل وقت وحين، لا ينقطع عنه أبدًا.
الاستمرار: يجب أن يستمر العبد في ذكر الله تعالى حتى مماته، ولا يمل أو يكل.
رفع الصوت: يجوز رفع الصوت بالذكر في بعض الأحيان، كالتكبير في صلاة العيدين والتراويح، والتهليل والتسبيح في الجهاد.
خفض الصوت: ويجوز خفض الصوت بالذكر في بعض الأحيان، كالتسبيح والتحميد في الصلاة.
فضل ذكر الله تعالى في مواضع معينة:
إن لذكر الله تعالى فضلاً خاصًا في بعض المواضع والأوقات، منها:
ذكر الله تعالى في الصباح والمساء: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة، لم يأت أحد يوم القيامة بحسنة أفضل من حسنته، إلا من قال مثلها أو زاد عليها. ومن قال حين يصبح: سبحان الله وبحمده مائة مرة، لم يأت أحد يوم القيامة بحسنة أفضل من حسنته، إلا من قال مثلها أو زاد عليها” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ذكر الله تعالى عند النوم: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا أويت إلى فراشك فقل: الحمد لله الذي أطعم