اللهم إنك ترى ما لا نرى
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن من أعظم ما يجب على العبد أن يعرفه من ربه جل وعلا أنه يرى ما لا يرى، وأن علمه يحيط بكل شيء في السماوات والأرض، فلا يخفى عليه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، وأنه مطلع على ما تكنه الصدور، ويعلم السر وأخفى، وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وأنه قادر على كل شيء، وأن له الغيب والشهادة، وأنه لا يحيط به علم أحد إلا بإذنه.
1. الرؤية الإلهية:
إن الله جل وعلا يرى كل شيء في هذا الكون، ولا يخفى عليه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، كما قال تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد: 4].
– يرى الله جل وعلا أعمال العباد، كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة: 214].
– يرى الله جل وعلا نيات العباد، كما قال تعالى: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [الفتح: 13].
– يرى الله جل وعلا أسرار العباد، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 16].
2. علم الله تعالى:
إن علم الله جل وعلا يحيط بكل شيء في السماوات والأرض، فلا يخفى عليه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، كما قال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 105].
– يعلم الله جل وعلا ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، كما قال تعالى: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 188].
– يعلم الله جل وعلا ما في السماوات وما في الأرض، كما قال تعالى: {وَإِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [النساء: 126].
– يعلم الله جل وعلا ما في القلوب، كما قال تعالى: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [الفتح: 13].
3. قدرة الله تعالى:
إن الله جل وعلا قادر على كل شيء، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 20].
– قدر الله جل وعلا على خلق السماوات والأرض وما بينهما، كما قال تعالى: {خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [المؤمن: 64].
– قدر الله جل وعلا على إحياء الموتى، كما قال تعالى: {وَإِذْ أَمَاتَكَ فَأَحْيَاكَ} [غافر: 11].
– قدر الله جل وعلا على إنزال المطر وإخراج النبات، كما قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} [لقمان: 10].
4. علم الله تعالى بخلقه:
يعلم الله جل وعلا كل شيء عن خلقه، ويعلم ما فيها من خير وشر، وما فيها من صلاح وفساد، وما فيها من طاعة ومعصية، ويعلم ما فيها من إخلاص وشرك، ويعلم ما فيها من إيمان وكفر، كما قال تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي نُفُوسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ} [البقرة: 235].
– يعلم الله جل وعلا ما في قلوب عباده، ويعلم ما فيها من إيمان وكفر، وما فيها من صدق وكذب، وما فيها من حب وبغض، وما فيها من رحمة وقسوة، كما قال تعالى: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [الفتح: 13].
– يعلم الله جل وعلا أعمال عباده، ويعلم ما فيها من خير وشر، وما فيها من طاعة ومعصية، وما فيها من إخلاص وشرك، كما قال تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة: 214].
– يعلم الله جل وعلا أقوال عباده، ويعلم ما فيها من حق و