مقدمة:
الأم هي عمود الأسرة, وبها يكون تماسكها, وتعيش من أجلها, فهي الحضن الدافئ والأمن لأبنائها, وتسعى جاهدة لراحتهم وتلبية احتياجاتهم, مهما بلغت صعوبتها. وفي هذا المقال نتناول عددًا من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تكرم الأم.
الآيات القرآنية:
1. سورة الإسراء, آية 23:
– يقول الله تعالى: {وَقَضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا}
– هذه الآية تحث على الإحسان إلى الوالدين والإكرام لهما مهما تقدما في العمر. ومن الإحسان إليهما طاعتهما في غير معصية الله.
– وتدعو هذه الآية الكريمة إلى لزوم القول الطيب مع الوالدين ومنع أذاهما أو سبهم.
2. سورة الأحقاف, آية 15:
– يقول الله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَحَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا}
– تبين هذه الآية أن الله تعالى أمر الإنسان بالإحسان إلى والديه وحمله على برهما.
– كما تسلط الضوء على الجهد الكبير الذي تضعه الأم في الحمل والإنجاب, ويستمر هذا الجهد حتى سن الفصال.
3. سورة لقمان, آية 14:
– يقول الله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ}
– هذه الآية تؤكد على ضرورة الإحسان إلى الوالدين وحملهم على برهما.
– كما تبين أن الإنسان يجب أن يشكر الله على النعم التي أنعمها عليه وعليه والديه. وأن يقوم بالأعمال الصالحة التي ترضيه سبحانه وتعالى.
الأحاديث النبوية الشريفة:
1. حديث عن حب الأم:
– عن أبي هريرة رضي الله عنه, قال: “قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك”
– هذا الحديث يبين أن الأم هي أولى الناس بحسن الصحبة والإحسان إليهم. وأن حقها عظيم على أبنائها.
2. حديث عن طاعة الأم:
– عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما, قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحرم الرجل من الجنة إذا أحسن إلى أمه, وإن كانت مشركة”
– هذا الحديث يحث على طاعة الأم وإحسان إليها حتى لو كانت مشركة. لأن طاعتها واجبة على الابن.
3. حديث عن الدعاء للأم:
– عن أنس بن مالك رضي الله عنه, قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية, أو علم ينتفع به, أو ولد صالح يدعو له”
– هذا الحديث يبين أن من أعظم الأعمال التي يتقرب بها العبد لله تعالى بعد موته, هو الدعاء للأم, فهي مستمرة في الانتفاع به حتى بعد وفاتها.
4. حديث عن بر الأم الميتة:
– عن عائشة رضي الله عنها, قالت: “دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله, إن أمي توفيت وأنا أحب أن أتصدق عنها, فبأي الصدقة أتصدق؟ فقال: الماء”
– هذا الحديث يبين أن الصدقة عن الأم الميتة من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد لله تعالى. وأن الماء من أفضل أنواع الصدقات.
5. حديث عن زيارة الأم:
– عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه, قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سره أن ينظر إلى وجهه يوم القيامة فليبر أمه”
– هذا الحديث يحث على زيارة الأم والإحسان إليها, لأن في ذلك بر الأم ومحبتها, ومن يحب أمه ينظر إلى وجهه يوم القيامة.
6. حديث عن منزلة الأم:
– عن ابن عمر رضي الله عنهما, قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجنة تحت أقدام الأمهات”
– هذا الحديث يبين أن منزلة الأم عظيمة ومنزلتها عالية, فهي شفيعة لأبنائها يوم القيامة.
7. حديث عن حق الأم:
– عن أنس بن مالك رضي الله عنه, قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حق الوالدة أن تطيعها ما لم تأمرك بمعصية الله عز وجل”
– هذا الحديث يبين أن حق الأم على ابنها عظيم, ويجب على الابن طاعتها ما لم تأمره بمعصية الله عز وجل.
الخاتمة:
وفي الختام, نؤكد على أهمية الإحسان إلى الأم ومحبتها وتقديرها, لأنها تستحق منا كل ذلك, فهي التي حملتنا في أحشائها وتعبت في تربيتنا ورعايتنا, حتى أصبحنا أشخاصًا نافعين لأنفسنا وللمجتمع. فلنكن أبر الناس بها ونحقق لها كل ما تتمنى.