أحاديث أهل البيت عن نكران الجميل

أحاديث أهل البيت عن نكران الجميل

المقدمة:

إن نكران الجميل من أسوأ الصفات التي يمكن أن يتصف بها الإنسان، فهو دليل على قلة وفائه وجحوده، وقد حثنا ديننا الإسلامي الحنيف على شكر المنعمين علينا والإحسان إليهم، فقد قال تعالى في كتابه الكريم: “وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا” (الإسراء: 34)، وقال تعالى: “وَأَحْسِنُوا إِلَى الَّذِينَ أَحْسَنُوا إِلَيْكُمْ ۖ وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ” (البقرة: 237)، وقد وردت أحاديث كثيرة عن أهل البيت (عليهم السلام) تحث على شكر المنعمين ونكران الجميل.

الحمد والشكر لمنعم بالنعم:

1. شكر النعم واجب على كل مسلم:

– على كل مسلم أن يحمد الله على نعمه ظاهرة وباطنة، فالله هو المنعم علينا بجميع ما نملك من نعم، وهو الذي رزقنا ووفقنا وهدانا وصرف عنا البلاء والأسقام، وهو الذي خلقنا في أحسن تقويم، وأكرمنا بأفضل المخلوقات.

– قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): “لا يشكر الله من لا يشكر الناس”، وقال الإمام علي (عليه السلام): “أشكر الناس لله أشكرهم للناس”.

2. شكر المنعمين واجب عقلاً وشرعًا:

– من حق المنعم علينا أن نشكره ونجازيه بالإحسان، فالإنسان بطبيعته يميل إلى شكر من أحسن إليه، ومن جحد إحسان من أحسن إليه فقد أساء إلى نفسه قبل أن يسئ إلى المنعم عليه.

– قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): “من لم يشكر المنعم من الناس لم يشكر الله”، وقال الإمام الصادق (عليه السلام): “من كفر نعمة مخلوق فقد كفر نعمة الخالق”.

3. أقسام شكر المنعم:

– شكر المنعم على نعمه يكون بالقلب واللسان والعمل، فنشكر الله بقلوبنا على نعمه، ونحمده بألسنتنا، ونشكره بأعمالنا من خلال طاعته واجتناب معاصيه وإحساننا إلى عباده.

– قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): “ثلاثة لا يكفرها شيء: شكر على نعمة، واستغفار من ذنب، ومناصحة لأئمة المسلمين”، وقال الإمام علي (عليه السلام): “شكر المنعم كتاف حمولة، فمن اكتفى منه بالقول فقد استراح. ومن لم يستعن بالله على شكره فقد عجز”.

أقسام نكران الجميل:

1. نكران الجميل باللسان:

– نكران الجميل باللسان يكون من خلال التكذيب بفضل المنعم أو إنكار إحسانه أو ذم المنعم أو سبه أو اللعن عليه أو الغيبة فيه أو النميمة عليه.

– قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): “سباب المسلم فسوق وقتاله كفر”، وقال الإمام علي (عليه السلام): “الغيبة أشد من الزنا، فإن الزنا يزني الرجل مرة أو مرتين ثم يتوب منه، والغيبة لا تترك صاحبها حتى يموت أو يتاب عليه”.

2. نكران الجميل بالفعل:

– نكران الجميل بالفعل يكون من خلال عدم مكافأة المنعم على إحسانه أو التقصير في حقه أو إساءة إليه أو ظلمه أو غشه أو خيانته أو عدم الوفاء بعهده معه.

– قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): “من غش مسلماً في بيع أو غيره لم يزل في لعنة الله والملائكة والناس أجمعين حتى يتوب”، وقال الإمام علي (عليه السلام): “من خان أخاه المسلم فقد خان الله ورسوله”.

3. نكران الجميل بالقلب:

– نكران الجميل بالقلب يكون من خلال كراهية المنعم أو حقد عليه أو حسد عليه أو تمني زوال نعمته أو الشماتة به إذا أصابته مصيبة أو عدم الدعاء له بالخير.

– قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): “لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر”، وقال الإمام علي (عليه السلام): “الحسد داء عضال لا دواء له إلا النعمة من الله تعالى”.

عواقب نكران الجميل:

1. نكران الجميل موجب لسخط الله تعالى:

– نكران الجميل من الذنوب العظيمة التي توجب غضب الله تعالى وسخطه، وقد توعد الله تعالى ناكري الجميل بالعقاب الشديد في الدنيا والآخرة.

– قال الله تعالى في كتابه الكريم: “وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ” (إبراهيم: 7)، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): “ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، وعاق والديه، وناكث العهد

أضف تعليق